(الفن جزء من حياتنا اليومية وهو خبزنا اليومي في المملكة) كلمات قالها لي الإعلامي القدير عبدالعزيز العيد في لقاء معه في إحدى المناسبات القريبة, لم تمرّ هذه الكلمات مرورًا عابرًا في ذهني, أخذت حيزًا من تفكيري لما تحمله من معانٍ كثيرة فالخبز هو الحاجة الضرورية والمهمة، وهو أبسط ما نأكله لنقوى على معيشة يومنا، وهذا تشبيه صريح للدرجة التي وصل إليها الفن في حياتنا اليومية، وهو دليل أيضًا على ارتفاع الذائقة الفنية لدى المجتمع، وزيادة الوعي الثقافي والفكري لدى عامة الناس.
لم يعد الفن التشكيلي محصورًا بين الفنانين وبعض من المثقفين وفئة قليلة من الناس, بل أصبح فعلاً جزءًا بديهيًّا من حياتنا اليومية, تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي فتجد الكثير من الإبداعات التشكيلية والكثير الكثير من المواهب التي تولد بشكل يومي, ثم تتجه إلى عملك فتجد الفنون البصرية حاضرة على الطرقات وفي الأماكن العامة والأسواق, تدخل إلى جهة حكومية أو أهلية لتقضي عملاً خاصًّا بك فتجد غالبًا لوحات فنية تزين المكان وتطرح في نفسك المزيد من السعادة، وفي المساء تخرج لتتسوق في أحد المولات التجارية لتجد مجموعة من الفنانين الشباب يرسمون جداريات على أحد جدران المول الداخلية، وتدخل أحد المقاهي لتجد شابًّا مندمجًا مع كراسته الصغيرة وقلم الرصاص يرسم أيضًا، ومن حولك لوحات مختلفة تنشر الحياة في المكان.
هكذا أصبح الفن جزءًا مهمًا من حياتنا اليومية, وهو غذاء الروح وسعادة البصر, نعم إنه خبزنا اليومي.
** **
- عبدالله عبدالرحمن الخفاجي