لا تتهاون بأعمال الخير اليسيرة والبسيطة، فهي كمطر غزير يحيي القلب فالقلب الميت مكبل بالمشاعر السلبية كالأنانية والبخل والكبر والكراهية والحقد والغرور وبذلك يكون جافاً وقاسياً ويكون الإنسان ملوثاً بآثار الأعمال السيئة، فأعمل الخير مهما كان بسيطاً لتغسل قلبك وترويه وتنعشه وتجمل روحك شيئاً فشيئاً، إلى أن تتصدع الأغلال وتتحرر بروعة اللذة التي ذاقها القلب وسعة آفاق الجمال التي عرفها، فعندما تتم المقارنة بين حلاوة أعمال الخير ومرارة أعمال الشر وأنماط الحياة الجافة يدرك العقل حجم الهوة ما بين الفترتين هذا الإدراك هو شرارة مهمة لحياة القلب، كون القلب الحي لا يفكر إلا بالخير ومنطقه منطق تقدير الجمال في الحياة وهكذا إلى أن يحيا القلب بالمزيد والمزيد من تراكمات أعمال الخير، فمثلا جرب عندما تذهب للسوق في يوم شديد الحرارة واشترِ ماءً أو علبة عصير باردة وابحث عن عامل وقل له: تفضل ولن تتخيل حجم السعادة التي سيعيشها بهذا العمل البسيط، أما أنت فسيفتح الله عليك عوالم أخرى للخير والسعادة ستكتشفها بنفسك بعد حين فالحسنة تتبعها الحسنة تنادي كل حسنة أختها، وتأمل قلبك وأنصت لصوت مياه الخير حينما تجري على أرضه الجدباء العطشى، لاحظ شعورك بالحياة كيف سيتغير للأفضل، وستشعر بسعادة لم تشعر بها من قبل، إذا تكرر عمل الخير منك، وأسهمت في قضاء حاجات الآخرين بما تقدر عليه، حينها سترى بأن قلبك وروحك قد أحياها الله من جديد لأن الحياة ليس فقط أن تعيش لنفسك، قال تعالى: {أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ}.