خالد بن حمد المالك
تشرق شمس الرياض اليوم على حدث مهم من صناعة شبابنا وشاباتنا، وأعني به إطلالة موسم الرياض في نسخته الثانية، متألقًا على الأولى، ومضيفًا من المتعة لقاطني الرياض وزائرها ما تتفوَّق به المدينة الجميلة على كل نشاطات ترفيهية مماثلة في جميع دول منطقة الشرق الأوسط.
* *
لقد بدأت الرياض موسمها الترفيهي متأخرة عن غيرها بعقود من السنين، لكن بداياتها انطلقت من حيث انتهى الآخرون، وتفوَّقت عليهم، وشدَّت الأنظار إليها، والتفاعل معها، بما عزَّز من حماس القائمين على الترفيه، والمسؤولين عنه نحو تقديم المزيد من العمل الجاد، والتخطيط الصحيح، بمثل ما نراه الآن.
* *
ويصعب في كلمة مختصرة أن أحيط بكل تفاصيل موسم الرياض الترفيهي الذي سيحوِّل المدينة الجميلة إلى عاصمة جاذبة، تنبض بالحياة وبجودة عالية، وأجواء حالمة، في انتقال سلس ومدروس لتغيير وجه الرياض من الصورة التقليدية، والرتابة في حياة الناس، إلى هذا الجموح، وبهذه السرعة، وإلى ما هي عليه الآن في موسم ترفيهي لا يحتاج منا لإثبات ما هو ثابت.
* *
ومن المؤكد أن وراء كل هذا الإنجاز الترفيهي العظيم قائداً ملهماً، ولديه شغف كبير، هو الأمير محمد بن سلمان، الذي رأى في الرياض من المقومات ما يجعلها قادرة على مواصلة التألق، وفق تخطيط مسبق امتد على مدى عقود من الزمن بقيادة مهندس الرياض الملك سلمان حين كان أميرًا لمنطقة الرياض، الذي حولها إلى عاصمة بهذا الجمال الأخاذ، ليأتي سموه لاستكمال ما بناه وتبناه الملك سلمان بمشروعات طموحة قائمة على الانفتاح، كما هو موسم الرياض الترفيهي.
* *
فالرياض من خلال فعاليات موسمها الترفيهي سوف تبهر العالم، وتشد أنظاره إلى هذه الصحراء التي تحولت إلى مدينة عالمية حالمة، حيث تتزيَّن اليوم بما يبرز مفاتنها وجمالها وإثارتها بشكل يتعدى الخيال، ويتفوَّق عليه، باتجاه التوقف والوقوف عند الواقع الذي مزج الحقيقة بالخيال، وحيث تقدِّم لنا هيئة الترفيه ابتداءً من اليوم ما يراه بعضنا حقيقة، وما يراه آخرون أغرب من الخيال.
* *
وإذا كان الشيء بالشيء يُذكر، ونحن أمام موسم ترفيهي مبهر، فلا بد أن نقدِّم شكرنا وامتنانا إلى الملك سلمان وإلى ولي عهده الأمير محمد، فلولا وقفتهما ودعمهما لما ولد هذا الموسم الترفيهي المبهر، فالمعوقات أمام تحقيق هذا الحلم الجميل كانت أكبر من أن يتحقق هذا الإنجاز بهذه السرعة والتنوّع في الإبهار، وبهذا المستوى من الجمال، فالتحديات كانت معيقة، والمعوقات كانت كثيرة، لكننا تجاوزناهما بهمتنا، وها نحن مع موسم جميل ومتنوِّع وجاذب للداخل والخارج.
* *
وعندما نتحدث عن موسم ترفيهي يضم أكثر من 7500 فعالية، وعشرة معارض عالمية، وثلاثمائة وخمسين عرضًا مسرحيًا عربيًا وعالميًا، وبطولة للألعاب الإلكترونية، ومائة تجربة تفاعلية، وست حفلات غنائية عالمية، وسبعين مقهى، ومائتي مطعم نصفها عالمية، وتدخل لأول مرة إلى المملكة، وأكثر من ثلاثين طنًا من الألعاب النارية، وحفل مصارعة، وأكثر من 76 حفلة غنائية عربية، ومباراتين في كرة قدم عالمية، فلا بد أن نشير إلى أن (المايسترو) في كل هذا هو معالي المستشار رئيس مجلس إدارة الترفيه الأستاذ تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ.
* *
وإذا تجاوزنا الكلام عن الفعاليات، وقد أشرنا إلى بعضها، فلا بد أن نشير إلى أن موسم الرياض بقيادة آل الشيخ مكَّن أكثر من 2300 شركة من العمل مع الهيئة، وأن عدد التراخيص بلغ 4400 ترخيص، وعدد الوظائف المباشرة 100 ألف وظيفة، وعدد المتدربين 100 ألف متدرب، وهناك 6 برامج متنوِّعة لتطوير الكوادر البشرية، وحلول تمويلية لتحفيز الاستثمار، أي أن هيئة الترفيه تقدِّم للوطن فرصًا استثمارية، وتتيح للشركات والأفراد أخذ مواقعهم في العمل والوظيفة، وكلها فوائد غير مباشرة تنعكس على مصلحة الوطن والمواطن.
* *
واستكمالاً لفعاليات هذا الموسم، فسوف تجتمع عشرين دولة تحت سقف واحد لتعرض أقوى 250 ماركة مجوهرات في العالم في موقع واجهة الرياض، وستكون (الرياض ونتروندر) حاضرة لإمتاع الكبار والصغار بألعابها الترفيهية، وسيكون الجمهور على موعد مع منطقة دريم لاند كرنفال بألعابها المزيَّنة بالأضواء الساطعة، ومنطقة (غابة الثلوج) ومنطقة صندوق الألعاب السحرية، ومنطقة (مغامرات الرعب) وخيمة السيرك، أي أننا أمام تنوّع ترفيهي غير مسبوق، وما أشرنا إليه إنما هي ملامح سريعة عن بعض وليس كل، وهناك ما هو أكثر.
* *
كل الشكر والتقدير للقيادة التي همها الأول أن تكون المملكة واجهة للجمال والحب والإخاء وتحسين جودة الحياة، ضمن خطط وبرامج مدروسة، فجاء الترفيه من خلال موسم الرياض ليكون شاهدًا على هذا الاهتمام المقدَّر للقيادة من المواطنين، والشكر أيضًا لمن أنيطت به هذه المسؤولية الكبيرة والمهمة، وأعني به تركي آل الشيخ، الذي سيظل اسمًا كبيرًا مقترنًا في هذا الإنجاز العظيم، ونخص بالشكر كل من ساهم في إنجاح هذا المشروع العملاق من موظفين وشركات وقطاعات وهيئات.