محمد الغشام - «الجزيرة»:
بحضور وتشريف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة، وسماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، ومعالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند، انطلقت أعمال المؤتمر الثاني «لمنهج السلف الصالح في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودور المملكة العربية السعودية في تعزيزه»، الذي تنظمه الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الانتركونتننتال في الرياض، مساء أمس الأول الاثنين.
ونوه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، مفتي عام المملكة في كلمة له ألقاها نيابة عنه معالي الأمين العام لهيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد، بإقامة «المؤتمر الوطني لمنهج السلف الصالح في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ودور المملكة العربية السعودية في تعزيزه»، الذي تنظمه الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقال سماحته: «إن خيرية صدر هذه الأمة المشهود لهم بذلك على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، وما ورد من نصوص كثيرة في مدح الصحابة والحث على الاقتداء بهم: يقتضي تقديمهم في كل باب من أبواب الخير، وفي كل مجال من مجالات هذا الدين؛ ومن هنا فقد اهتمت الأمة بهذا الأمر، وكانت تتدارس منهج السلف الصالح ويتناقلونه جيلاً بعد جيل، ويحثون الناس على الأخذ به واتباعه وانتهاجه في شؤون دينهم، وفهم كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم».
وأضاف «كان منهج أهل هذه القرون من سلفنا الصالح هو المنهج الصحيح الذي يجب على المسلم اتباعه وسلوكه في جميع ما يتعلق بالدين من أحكام، سواء في جانب العقيدة، أو جانب الأحكام العملية، أو جانب الأخلاق والسلوك، أو جانب الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك من تعاليم دين الإسلام وأحكام شريعته».
واختتم: «من المجالات المهمة التي ينبغي أن ننتهج فيها منهج السلف الصالح، باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلزام على كل من أراد أن يقوم بهذه الشعيرة المباركة أن يعرف منهج السلف الصالح في هذا الباب؛ حتى يكون عمله إيجابياً ومثمراً ومحققاً للمصالح الشرعية، والأهداف النبيلة، في أمر إصلاح الناس وإبعادهم عن المنكرات والمعاصي والسيئات».
كما ثمن معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند، في كلمته خلال حفل افتتاح المؤتمر، دعم القيادة الرشيدة لهذا المؤتمر، الذي يبرز عناية الدولة -أيدها الله- لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعزيز أدوار الرئاسة في القيام بهذه الشعيرة.
وأكد معاليه أن المؤتمر يبين منهج السلف الصالح ودور المملكة في تعزيزه، موضحاً أن شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد ضلت فيه جماعات كالخوارج والمعتزلة فأعملوا السيف في الأمة بدعوة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وبين معاليه أن منهج السلف الصالح هو منهج كتاب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأنه حرم الخروج عن طاعة ولاة الأمر، مشيداً بدور المملكة القائم على منهج الكتاب والسنة.
وأشار معاليه إلى أن المملكة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتحرص على استدامة هذه الشعيرة الإسلامية الصحيحة منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله- حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- وحرصهم ودعمهم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وفي ختام كلمة معالي الشيخ السند، بين أن هذا المؤتمر نتاج عمل دؤوب قامت عليه الرئاسة، راجياً أن يحقق المؤتمر نتائج أهدافه ومقاصده.
ووجه معاليه شكره لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين -أيدهما الله- على دعمهما ومتابعتهما، كما قدم شكره لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة وسماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، على متابعته وحضوره لأعمال هذا المؤتمر.
من جهته أكد فضليه رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الأستاذ الدكتور سليمان بن سليم الله الرحيلي في كلمة ألقاها، أن منهج السلف الصالح طريق الفلاح، لافتاً إلى أن المملكة العربية السعودية دولة التوحيد والسنة وتعنى بمنهج السلف واستمرار تطبيقه.
وأبان د.الرحيلي أن عناية الرئاسة من أكبر الشواهد على ذلك انطلاقاً من توجيهات ولاة الأمر -حفظهم الله-، مشيداً بعمل معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السند، على تقوية عمل الهيئة وإقامة مثل هذا المؤتمر المتميز للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودور المملكة في تعزيزه، مشيراً إلى أن المؤتمر حظي بإقبال كبير من الجميع.
الجدير بالذكر أن حفل افتتاح أعمال المؤتمر اشتمل على عرض مرئي سلط الضوء على دور هذه البلاد المباركة في إقامة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ويهدف المؤتمر الذي يعقد جلساته على مدى يومين، إلى تقديم نماذج من منهج السلف الصالح في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهودهم العلمية والعملية، وتحقيق دور المسؤولية المجتمعية في تعزيز شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإبراز دور المملكة في تعزيز منهج السلف الصالح في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتسليط الضوء على التطوير في أعمال الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منذ إنشائها وحتى العصر الحاضر.