محمد بن علي بن عبدالله المسلم
أقيم معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام خلال الفترة1-5 أكتوبر 2021 وذلك بموقع جديد لأول مرة بواجهة الرياض. وشهد إقبالاً كبيراً وتنوعاً في الفعاليات، لقد ذكرني المعرض بمقولة «خير جليس في الدنيا كتاب». وشارك في المعرض نحو 1000 دار نشر و28 دولة، وضيف الشرف هذا العام كانت دولة العراق. ورغم كبر المساحة التي أقيم عليها المعرض، إلا أنها لم تستوعب العدد الكبير من الزوار والعارضين حيث إن المساحة المتاحة تعتبر صغيرة جداً 12 مترا فقط (لكل عارض) وكان المفروض أن تعطى الجامعات ومراكز البحوث والدراسات مساحات تليق بها وكمثال على صغر المساحات المخصصة للجامعات، المساحة المعطاة لدار نشر جامعة الملك سعود 24 مترا، رغم أنها لم تطلب إلا 36 مترا فقط!!!! ولذلك كانت معروضات الجامعة محدودة، كما لوحظ عدم وجود المكتبات العامة. لقد زرت المعرض مرتين ولتلافي الازدحام كانت زيارتي خلال فترة الظهيرة وأيام الدوام للموظفين والطلاب وغيرهم إلا أن الازدحام كان كبيراً، كما أن المواقف المخصصة للسيارات كثيرة جداً إلا أن وصول كبار السن صعب جداً لعدم السماح بوصول السيارات لبوابات الدخول ولو لتنزيل الركاب ثم العودة للمواقف بحجة حجز المساحات القريبة من بوابات الدخول للرسميين!!
ولقد شاهدت تنوعاً في الزوار من الشباب والشابات وكبار السن وكبيرات السن مما أعطاني انطباعا بأن خير جليس مازال بخير وله من يهتمون به وأن وسائل الميديا الحديثة وغيرها لم تحل مكانه عند عشاقه.
لكن الكتاب مازال بخير حسب استطلاع رأي حول سلوكيات القراءة لدى السعوديين 2021 بأن: أنسب وسائل القراءة كتاب مطبوع 42.3% يليه موقع إنترنت 28.2% ثم كتاب إلكتروني 22.8%.
أعجبني التسويق في إحدى دور النشر وبها شباب سعوديون وما إن أخذت أحد الكتب حتى أخذت إحدى الأخوات السعوديات (المسوقة) تشرح لي عن فكرة الكتاب «فكر دون أن تفكر» لـ»إيكا وارتانا» وأنا مقتنع بالفكرة لأنه منذ عدة سنوات قال لي طبيب نفسي راجعته عن القولون العصبي لا تفكر Stop Thinking ومن وقتها وأنا أفكر بهذه النظرية وأهمية أن يدرب الإنسان نفسه بإيقاف التفكير في أمر معين طبقاً للقول (طنش تعش) وأعتقد في ظل مشاغل الدنيا وكثرة ما يشغل بال الإنسان في هذا العصر، إن على الإنسان أن يحاول تطبيق هذه النظرية.
لقد لاحظت أيضاً كثرة شراء الكتب ومن جميع الفئات وبالاستفسار من أحد الشباب الذي لاحظت عليه كثرة الكتب التي يشتريها، وقلت له ما شاء الله يبدو لي أنك من محبي القراءة قال: أهوى شراء الكتب والتي معظمها يذهب إلى المكتبة لأني لا أقرأ ولا عشرة بالمائة مما أشتري وأحب الكتب القصيرة!!!
باختصار..
- استراتيجية الاستثمار التي أعلنها سمو ولي العهد استراتيجية طموحة وتتناسب مع مكانة المملكة عالمياً.. ونحن مقبلون بإذن الله على نمو كبير في الاستثمار في الداخل عالمياً ومحلياً وبتقنيات متطورة بإذن الله تعالى.
- «الرياض كبرت» نعم كبرت بكل شيء وأصبحت عروس المدن العالمية.. فيها شوارع وطرق وحدائق ومشاريع ضخمة (بحمد الله) ومع ذلك هناك ما يلوث البصر كالأحياء القديمة المهملة ومخلفات البلاستيك المنتشرة في الشوارع وبين الأشجار رغم ضررها البيئي وواجهات العمائر المشوهة بأجهزة التكييف والتمديدات الخارجية لها.. فهل يتحرك المجلس البلدي لحل هذا التلوث.
- يلاحظ المواطنون ارتفاع الأسعار وبالذات للخضار والمنتجات الزراعية وبشكل كبير والسبب معاناة المزارعين من ارتفاع تكاليف العمالة.. فهل تعمل وزارة الزراعة على حل المشكلة..
- يلاحظ تذمر كثير من الآباء بعدم قبول أبنائهم في الجامعات وفي المجال الذي يختارونه..
ألا يقدرون العدد الكبير من خريجي الثانوية العامة (شباب وشابات) وأن فرصة إعطاء كل واحد خياره صعب جداً بل غير ممكن لأن المقاعد المخصصة لكل كلية محدد وأن ذلك موجود في كل دول العالم المتقدم..
والله الموفق.