النفاق سلوك خاطئ صاحبه يُظهر تصرفات قولية وفعلية خلاف ما بداخله كأن يثني على أحد وبعد خروجه يذمه أمام ملأ آخر، أو يقف في صلاته فيحسنها وإذا كان وحده لم يتم ركوعها ولا سجودها، أو يَعْرف فلانا من الناس كافر فيعايشه كصديق يجالسه ويؤانسه فالأول نفاق اجتماعي، والآخر نفاق ديني، وكلاهما مذموم وصاحبه آثم ومنبوذ، بل وجوده خطر وضرر على مجتمعه وعلى أصدقائه وأهله وزملائه وتجده يوم القيامة من شر الناس، كما ورد في الحديث، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (تجد من شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه). النفاق صفة ذميمة صاحبها مكروه عند الله ومتوعد بالعقاب الشديد يوم القيامة وأيضا الناس تكرهه وتفر منه.
المديح الكاذب نثراً أو شعراً أو عملاً يخالف ما يبطنه القلب هو نفاق إلا ما اعتبر مجاملة تنفع ولا تضر كأن تثني على طعام أو لباس أو تصرف برغبة البعد عن الإيذاء النفسي والذم غير المحمود الذي يهدم ولا يصلح.
هناك أشخاص يعشقون الظهور أمام مسؤول أو وجيه بالكلام المنمق والعبارات الرنانة لكسب مصلحة خاصة، بينما الواقع يكذبه فهو غليظ عبوس لا يستحق الثناء الذي يعلو به وهو دون المستوى، في تويتر حدث ولا حرج وفي القصائد وما تدبجه الأقلام بحق فلان وعلان وفي القاعات والمقابلات واللقاءات الشيء الكثير الذي يفيض عن المجاملة والقول اللطيف فليتقي الله هؤلاء فلا ينزلون بأعمالهم وأقوالهم لدرجة النفاق خوفاً على أنفسهم ومكانتهم الاجتماعية.