عدن - وكالات:
طالب وزير الخارجية اليمني، أحمد بن مبارك، أمس الأحد، بسرعة الوصول إلى تسوية سياسية في اليمن لإنهاء «الكارثة الإنسانية» التي تسببت فيها ميليشيا الحوثي.
وأشار وزير الخارجية اليمني إلى سلوكيات ميليشيا الحوثي الإجرامية، وحصارها لمديرية العبدية وقصفها للقرى بالصواريخ الباليستية والأسلحة الثقيلة وتدمير المستشفى الوحيد في المديرية وتهجير الآلاف من أبناء المديرية وإعادة تهجير آلاف النازحين، مؤكداً رفض الميليشيا إجلاء المرضى والجرحى والمصابين من المدنيين، علاوة على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية، وفق تعبيره. في السياق أكد وزير الخارجية اليمني، أن عدوان الميليشيات الحوثية المستمر والتصعيد المتزايد باستهداف المدنيين في كافة أنحاء اليمن، وعلى وجه الخصوص في مأرب، يعكس الطبيعة الوحشية لهذه الميليشيات وعدم اكتراثها بإرادة وإجماع المجتمع الدولي على إنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن، محذراً من أن هذا التصعيد يهدد بنسف عملية السلام، ومفاقمة الأزمة الإنسانية وما يرافقها من انهيار اقتصادي مما سيضاعف من معاناة اليمنيين. من جانب آخر كشفت منظمة حقوقية يمنية عن قيام ميليشيا الحوثي الانقلابية بأعمال انتقامية ضد السكان المدنيين في مديرية العبدية جنوبي محافظة مأرب، شمال شرق اليمن، بعد الاستيلاء عليها.
وأفادت «منظمة حماية للتوجه المدني»، بأنها تلقت «بلاغات مؤكدة عن أعمال انتقامية يمارسها الحوثيون بحق السكان في مديرية العبدية، تمثلت في مداهمة المنازل واختطاف عدد من الجرحى ونهب ممتلكات خاصة، منها المركبات ومحتويات البيوت، وإحراق المحاصيل الزراعية». وأكدت قيام الحوثيين بقتل طفل يبلغ من العمر 12 عاماً في إحدى القرى بمديرية العبدية. وذكرت المنظمة أن عشرات الأسر فرت من قراها وديارها إلى محيط المديرية، في نزوح داخلي عبر الشعاب والأودية، وفي وضع مأساوي حيث أصبحت الأشجار والأكواخ مساكن لهؤلاء الفارين.
وقالت مصادر محلية إن ميليشيات الحوثي قصفت الأبراج التي تزود شبكات الاتصالات في العبدية، سعياً منها إلى التعتيم على الوضع الإنساني في المنطقة.
وأعربت المصادر عن مخاوفها من تعرض عدد من الجرحى الذين كانوا يتواجدون في مركز المديرية للتصفية الجسدية بعد اختطافهم من الميليشيا. وعلى الرغم من تعالي الأصوات والتحذيرات من قبل مسؤولين يمنيين ومنظمات محلية ودولية من تبعات الحصار الذي فرضه الحوثيون على مناطق العبدية، إلا أن الميليشيات تجاهلت تلك الدعوات ومضت في طريق السيطرة على المديرية بعد حصارها لأربعة أسابيع متوالية.