بتول الحريري
هذه القصيدة أهديها إلى الشاعر الكبير صالح بن حمد المالك، تفاعلاً مع قصيدة عصماء يرثي فيها مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله- ونشرت منذ زمن طويل.
حسن الصنائع شيمة الكرماءِ
يا صالح الخيرات والأنداءِ
علمت أجيالاً وشدت نواصيا
مملوءة بالعقل لا الإغواءِ
إن المعلم أصل كل تحضرٍ
وأساس كل تقدم ورخاءِ
فلَكَم يدين لكم بفضل ناشئٌ
أو سامعٌ أفضالكم أو رائي
إن الجواد إذا تأصل جوده
ما كان محتاجاً إلى الإطراءِ
يكفيه أن الله ألقى حبه
في الناس عند قريبهم والنائي
ما غاب بين الناس من حضرت له
سيما الندى في الصبح والإمساءِ
أترى القصائد موفيات بالذي
أرجوه من شكر وحسن ثناءِ
لما قرأت لكم رثاء محمدٍ
شيخ الديار وصاحب الإفتاءِ
تبكي عليه بكاء حق ذاكرا
فضل الهدى وسفاهة الأهواءِ
أيقنت أني في خميلة شاعر
جزل القصيد مفوه الإنشاءِ
ما شاء ربي قد جمعت معانياً
للخير في نسق وحسن رواءِ
فأدأب على مسعاك فهو المرتقى
لذرا الخلود وهامة العلياءِ
ما العمر إلا فعل خيرٍ للفتى
يبقى له زاداً بيوم لقاءِ
خفف حمولك ما استطعت فإنما
ثقل الحمول علامة الجهلاءِ
وإذا تتابع عبء يوم فانسه
إن الحياة كثيرة الأعباءِ
واضرع إلى مولاك فهو المرتجى
واعلم بأنك عن حياتك ناءِ
من ينظر الدنيا بنظرة عاقلٍ
يجد الحياة قرينة بفناءِ
ولمن يعظمها لأحمق أهلها
ما أهون الدنيا لدى العقلاءِ
تلك القصيدة بالمنى أهديتها
فاقبل سلمت من الأسى إهدائي