د. خيرية السقاف
حتى صغير العمر يمكن أن يكون حكيما!
فالحكمة تؤتَى من الله، لا يصنعها البشر..
تظهرها المواقف، وتجلِّيها التجارب..
فالتجربة لا تخلق الحكمة، وإنما تجلّيها..
غالبا ما يحسب الناس أن كلَّ كبير في العمرٍ حكيمٌ..
بينما كثيرٌ ضيعوا، وضاعوا،
ضلوا وأضلوا،
خسروا وخسَّروا..
فالتجربة تمنح أرصدة للمحكات الشبيهة..
والعاقل من يدرك في مواقف التماثل مخارجَ النجاة..
وحين يؤتى المرء في تلك المحكات الحكمة،
وله رصيد من التجربة، وعقل ممتَّع بإدراكٍ نابهٍ
تتجلى عنده الحكمة في نتائج الخلوص من مآزق المحكات،
والرقي بمكاسب التجربة...
فالتجربة وحدها لا تهب حكمة في المواقف، والمحكات..
ففي هدير شلالات الحياة وهي تساقط على الناس
وهم يتراكضون لنيل جداول منها..
تتجلى حكمة من سيؤوب من الشلال بجدول نقي
ومن سيؤوب وقد شرق بمائه، أو غرق في تياره،
أو نجا دون جدولٍ..
من فكر أدرك وغنم،
ومن فشل وندم.
صغيرا كبيرا من البشر، أو صغيرا.