بارتلوميج فلوس - دار مانوسكربتم:
في عام 1817م انفصل الكونت واكلو سيفيرين جفوسكي - الذهبي اللحية كما كان يلقب - النبيل البولندي المنحدر من أكثر العائلات شهرة في بولندا، المغرم بالخيول الشرقية ذات الدم الحار، عن زوجته، وتخلي عن ممتلكاته القيمة، ليبدأ مغامرة جريئة في منطقة الشرق الأوسط، التي كانت حينها من أكثر الأماكن غموضاً بالنسبة للأوربيين.
شارك جفوسكي في معارك العرب ضد الأتراك، وكان ذا اطلاع واسع بالخيول العربية واللغات المحلية، ما أكسبه القبول لدى ثلاث عشرة قبيلة بدوية، وأهله للحصول على لقب أمير وتعيينه بصفة رسمية قائداً عسكرياً.
كان جفوسكي، أو الأمير تاج الفخر عبد النيشان كما أطلق عليه في المنطقة، أول أوروبي يشق صحراء نجد الشاسعة في المملكة العربية السعودية، وأول من استجلب الخيول العربية إلى أوروبا، وأول من بدأ تقليد تهجين الخيول العربية في المنطقة. وهو الذي اشترى فحول الخيول وإناثها لصالح النبيلة البولندية فيرتسبيركا، وقيصر روسيا ألكسندر الأول، والاسطبلات الوطنية الفرنسية في باو، واسطبلاته الخاصة في أوكرانيا.
عاش جفوسكي حياة مليئة بالمغامرات، ومما دونه عن تجاربه في شبه الجزيرة العربية قوله: «مشيت عبر الصخور، وتجولت في شبه الجزيرة العربية بطولها وعرضها، ومنحت لقب أمير وشيخ في ثلاث عشرة قبيلة بدوية، واستمتعت بكافة الامتيازات ذات الصلة بهذين اللقبين، لذلك أستطيع الجزم بأني في الصحراء أشعر كما لو كنت في بلدي. كان لمعرفتي الثرة باللغة العربية، وعادات البدو وتقاليدهم، الفضل في نجاح رحلاتي في شبه الجزيرة العربية - ولسوف يخدمونني في رحلاتي المستقبلية. فأنا امتطي الحصان وأمسك بالرمح مثل البدو تماماً؛ وقد احتفظت بسلامة صحتي رغم اختلاف درجة الحرارة وتغير المناخ.
ذاع صيت جفوسكي بين العرب، الذين حكوا عنه القصص وغنوا الأغاني، وخلده أشهر الرسامين والشعراء البولنديين في لوحاتهم وأشعارهم باعتباره الشخص الذي وفق في المزج بين الثقافتين الأوروبية والعربية.
ترك وراءه عملاً قيماً بعنوان «عن خيول الشرق والخيول المنحدرة من سلالات شرقية»، الذي يعد حتى يومنا هذا مرجعاً لا يقدَّر بثمن عن ثقافات العالم العربي وتاريخه وتقاليده وفنونه وقبائله وإرثه في مجال الفروسية.
المخطوطة الأصلية
تتكون النسخة الأصلية من هذه المخطوطة الرائعة من 352 صفحة و218000 كلمة، وتشتمل على 65 رسماً للكونت، وأكثر من 100 رسم إيضاحي وخريطة، والكثير من الصور عن القبائل البدوية في شبه الجزيرة العربية وتاريخها وعاداتها وثقافتها، ووصفاً ممتازاً لنمط الحياة في البادية. وتشكّل الصور الملونة التي تحويها المخطوطة، البالغة في مجموعها أكثر من 400 رسم ملون، مصدرا لا غنى عنه للباحثين في مجال الثقافة العربية والعادات المحلية، بالإضافة إلى كونها ذات قيمة كبيرة لدى عرب الجزيرة العربية. وفي المخطوطة أيضاً إشارات إلى الموسيقى البدوية قبل 200 عام وقائمة ببعض القبائل البدوية. وتمثّل مخطوطة جفوسكي اليوم مرجعاً أصيلاً عن الحصان العربي ومصدراً فريداً للمعلومات حوله لأي مهتم.
نسخة طبق الأصل من المخطوطة
مضى مائتا عام منذ أنجز جفوسكي كتابة مخطوطته حول تربية الخيول العربية. لذلك بذلت دار مانوسكربتم للنشر جهداً لإنشاء نسخة علمية طبق الأصل للمخطوطة (في شكل كتاب مذهب). ويستهدف هذا المجلد، المزيّن بغلاف مطرّز بالذهب والأحجار الكريمة، إبراز قيمة الأصل، ولا تقل قيمته عن قيمة الماسة الحقيقية بالنسبة لمحبي الخيول العربية والمهتمين بالهدايا التذكارية التي تخلّد التراث الثقافي العالمي.
- النسخة مزيّنة بغلاف مذهب مصنوع يدوياً من الذهب الخالص عيار 24 والأحجار الكريمة لإبراز قيمة وجمال المخطوطة الأصلية.
- يتوسط الغلاف صورة للحصان العربي، وهي من رسوم الكونت جفوسكي وتوجد نسخة منها ضمن صفحات المخطوطة.
- استخدمت الأحجار الطبيعية في صنع الزخارف وفق أسلوب الزخرفة العربي، من بينها حجر كريستال يعرف باسم «الماس البولندي»، وهو من أرقى أنواع الأحجار الكريمة ولا يوجد إلا في بولندا.
إضافات عن مخطوطة جفوسكي
واكلو سيفيرين جفوسكي، أو تاج الفخر عبد النيشان كما عرفه العرب البدو الذين تولع بهم ومنحوه قلوبهم وأفضل خيولهم بعدما عرفوه، أرستقراطي بولندي عشق الخيول العربية فأراد شيئاً يقارب المستحيل، أي أن يجلب إلى أوروبا أرقى الخيول العربية الأصيلة على أن تحتفظ بصفاتها الوراثية. وصف جفوسكي، الذي سبق لورانس العرب بمائة عام، الثقافة العربية بكل غناها، وقام برسم وتسجيل العادات والأغاني والتقاليد العربية، وبذلك ألف أقدم دائرة معارف حول تلك المنطقة. وقد نسج حوله العرب الأقاصيص ورددوا الأناشيد. ويستطيع القارئ المعاصر من خلال احتكاكه بالمخطوطة أن يستكشف من جديد أسرار القرون الخوالي، كما تستطيع الأسر العريقة أن تعثر على أسمائها في سجل القبائل الذي نظمه جفوسكي.
أصدرت دار مانوسكربتم للنشر نسخة علمية لواحد من ثلاثة أجزاء من مخطوطة جفوسكي، وهو الجزء الأغنى والأجمل، وقد غلف بالذهب من عيار 24 قيراطاً، ورصّع بالماس البولندي، وهو الصوان المقلم ويعرف بحجر التفاؤل ولا يستخرج إلا في بولندا. في هذه المخطوطة 56 رسماً رائعاً رسمها جفوسكي بنفسه وأكثر من 100 صورة وخريطة، ومنها مخطط لمدينة مكة المكرمة، كما يتضمن صوراً للقبائل البدوية في بلاد الشام والجزيرة العربية، مع وصف لعاداتها وتاريخها وثقافتها ونمط عيشها البدوي النادر. في هذه المخطوطة أكثر من 400 رسم ملون تشكل مصدراً للدراسات حول ثقافة وعادات السكان هناك، ما يجعلها تحظى بأهمية بالغة لسكان الجزيرة العربية. إضافة إلى ذلك نجد في المخطوطة نوتات موسيقية تسمح لنا أن نسمع اليوم ألحاناً كانت تُعزف قبل ما يزيد على 200 سنة، كما نجد سجلات بعدد أفراد بعض القبائل. لن تجد في كل العالم أجمل وأغنى من هذا الكنز من المعارف عن تاريخ جزيرة العرب وبلاد الشام.
دار مانوسكربتم للنشر
تعد دار مانوسكربتم للنشر من أفضل دور النشر في العالم. تهتم الدار ببناء جسور التواصل بين أوروبا والعالم العربي بالتعاون مع المعاهد والجامعات والمؤسسات الحكومية ذات الصلة في أوروبا وشبه الجزيرة العربية. ويعرِّف مؤسسو الدار أنفسهم بأنهم «السفراء غير الرسميين»، المعبرون عن التراث والثقافة العربية في أوروبا والتراث والثقافة الأوروبية في منطقة الخليج.
تتبنى مانوسكربتم نهجًا فريدًا للنشر يجمع بين التراث والحداثة، مستفيدة من التراث الثقافي السائد في مختلف الدول الأوربية وفي العالم بأسره.