«الثقافية»: د.فيصل خلف - د.حمد الدريهم:
من دول ولغات مُختلفة وبعيدًا عن الاختيارات النقدية السينمائية الصارمة، اختاروا أذواقهم السينمائية التي أحبوها وأثرت في حياتهم، كما أنهم ليسوا بأكاديميين أو ينتمون لفئة ثقافية نخبوية معينة؛ بل من سكان هذا العالم، اُختيروا عشوائيًا ليعبروا عن أفلامهم المُفضلة، في الحلقة الثانية قائمة المشاركين اتسعت بفضل من شاركني في إعدادها الصديق العزيز د.فيصل خلف.. فإليكم تلكم الأذواق:
إيريكا بالاس من المكسيك: جعلني أُقدر الحياة أكثر.
فيلمي المفُضل: (NOSTROS LOS NOBLES) أو (نحن النبلاء) هذا الفيلم أحد أفلامي المُفضلة لأن لديه رسالة فريدة واقعية ويخبرنا كيف نقدر حياتنا اليومية بغض النظر عن الظروف التي نعيشها. نحتاج بأن نشارك الكثير من الذكريات والخبرات الرائعة لندرك كم نحن محظوظون بأننا أصحاء.
أحب هذا الفيلم لأنه يعرض أهمية أن نكون قريبين للعائلة والأصدقاء، لا يهم من أين أتينا، نحتاج بأن لا ننسى أبدًا أن نكون لطفاء مع أي شخص بغض النظر عن مكانته الاجتماعية.
أشعر أنني عرفتُ الحياة أكثر لاسيما عندما أكون بعيدة عن العائلة والأصدقاء وعن بلدي لسنوات.
جعلني أقدر الحياة أكثر ببساطة وأن الأشياء المادية تبقى دائمًا وقتية. اكتشفتُ أن السعادة تأتي من اللاشيء أو من شيء صغير جدًا ومن دون تكلفة. بالنسبة لي الرسم يجلب الكثير من الحب والمتعة في حياتي.
نوبوتاكا أسانوما من اليابان: كان حافزًا جوهريًا للاهتمام والنظر إلى ديانات متعددة.
عالم فيلم (spirited away) أو (المخطوفة) رمزي لديانة الشينتو اليابانية العتيقة، يصور حمامًا للعامة إذ يعيش فيه أكثر من ثمانية ملايين إله يخففون من تعبهم. نحن اليابانيون منذ أمد نعبد الآلهة التي تسكن الطبيعة وندعو الآلهة من أجل الحصاد والصحة الجيدة.
القصة هي ارتباط بين عالم البشر والعالم الإلهي كما هو مُصور في الفيلم، إنه مثير للاهتمام وشعرتُ بأنه أفضل فيلم شاهدته لأنه يصور ما في أذهاننا عن ذلك العالم.
لا أقول إنه غيّر حياتي؛ لكنني أعتقد بأنه كان حافزًا جوهريًا للاهتمام والنظر إلى ديانات متعددة في عالمنا الذي نعيشه.
ذلك العمل بقي في ذاكرتي بسبب جودة إتقان شخصياته، تقاليد وإرث البيت الياباني، مظاهر الرغبات البشرية وعلاقتها مع الإله.
إيمانويل فيلانتي من إيطاليا: الملل اللامتناهي والشعور اليائس.
فيلم(La Grande Bellezza) أو (الجمال العظيم) فيلم إيطالي فني، كتب وأُخرج بواسطة باولو سوررينتينو ومن بطولة ممثلين إيطاليين. اخترت ذلك الفيلم لأنه سحرني بمحتواه ورسائله.
بطل الفيلم كاتب سابق نشر رواية كرمت وحصدت العديد من الجوائز في وقتها، لكنه يتذكر ذلك العمل الفريد في الإنتاج الفني لفقده الإلهام وللجمال العظيم.
يصور الفيلم روما المكان الذي يُفتقد فيه الجمال؛ لكن يتضح أن البطل لا يملك عدسات لرؤية ذلك الجمال الغائم.
تعتيم باهت للحياة الليلية التي تُسيره من حفلة إلى أخرى حيث ما يهمه المظهر والماديات بغض النظر عن الوسيلة ولكن النتيجة الملل اللامتناهي والشعور اليائس وانعدام المعنى ومجرد غايات كافية لملء فراغات الوجود المليئة باللاشيء.
فيلم مُحفز، مليء بالأفكار ويحمل رسالة قوية عن جوهر الحياة ومستقبلنا كمفتاح لفهم السعادة الحقيقية والرضا.
نيللي جريس سانشيز من الفلبين: أصف هذا الفيلم بالحميميّ والعميق جدًا والملهم.
شاهدت العديد من الأفلام لكن عندما أُسأل عن فيلم أنصح به من بلادي: الفلبين، فإنه يرد إلى ذهني مباشرة ويكون على أعلى القائمة فيلم: ماجنيفيكو (Magnifico)، أصف هذا الفيلم بالحميميّ والعميق جدًا والملهم؛ لأنه يمنح مشاعر عاطفية جياشة ودروسًا أخلاقية لمشاهديه ليصبح فيلمًا لا يُنسى.
أُحبُّ ذلك الفيلم لأنه يتحدث جوهريًا عن عائلة فلبينية يُصوّرُ معاناتها في كافة أوجه الحياة اليومية وبطريقة ما يجعل ذاتي ترتبط بتلك المشاهد، أحب كيفية تسليطهم للضوء على الأمل، الإيمان، والحب غير الأناني الذي أصبح نادرًا هذه الأيام. سيجعلك تتساءل كيف ينظر (Magnifico) بطل الفيلم، ويدرك حقيقة الحياة وواقعها في عينيه البريئتين. بخلاف نحن الكبار وجهات نظرنا في الحياة ستأخذنا وستتمكن من أخذ الأمور بأيدينا.
اعتقدت أن الحياة هي أكثر الأشياء تعقيدًا في هذا العالم أو أشبه بلغز أو منطق يصعب فهمه. ذلك الفيلم وسّع آفاقي وتعلمت ببساطة أن أقدر الأشياء الصغيرة في الحياة التي لا تُشترى بالمال. أود أن أقتبس بعض الكلمات الحكيمة من الفيلم: «لا يمكنك أن تنتظر حتى تصبح الحياة صعبة بعد الآن، قبل أن تقرر أن تكون سعيدًا» هذا بالضبط أحد الدروس التي يحاول الفيلم سردها؛ لأننا أحيانًا نركز بشدة على المشكلات التي تنسينا أن نركز على الحل. الحياة هبة، كل يوم هو نعمة ومعجزة، يجب عليك أن تعيش الحياة كما هي كما يقولون.. وبالنسبة لي: «لا تكن موجودًا فقط... عِش»!
محمد أمير خان من روسيا: تعلمت الكثير عن الحقبة التي تجري فيها القصة.
شاهدت فيلم (Heart of a Dog) أو (قلب كلب) عندما كنت صغيرًا، على الرغم من أنه لم يعجبني آنذاك إلا أنه بقي في ذاكرتي. والآن بعد إعادة المشاهدة فهمت الكثير.
أعجبني هذا الفيلم القديم. وتصويره بالأبيض والأسود التي تعكس الحقبة التاريخية، وأعجبني أداء الممثلين ونقل جيدًا الفكرة الرئيسة للرواية التي يعتمد عليها الفيلم في قصة الحياة لشاريكوف وفي مونولوجات البروفيسور.
لا أستطيع أن أقول أن هذا الفيلم غيّر نظرتي للحياة، بل إن نظرتي للحياة غيرت موقفي تجاه هذا الفيلم. ولا بد، هو كأي عمل فني، نستفيد منه بعض الأفكار ونلاحظ أشباه الشخصيات والمواقف حولنا. وتعلمت الكثير عن الحقبة التي تجري فيها القصة، وهو أمر لا يمكن ملاحظته في المراجع التاريخية.
لي تشاو من الصين: لا يوجد خوف من الحياة والموت.
الفيلم الصيني الذي يثيرني بشكل أعمق اسمه: «To Live» «أن تعيش» أو «فترة عمر». تبدأ القصة في الفيلم من الأربعينات من القرن العشرين، إلى ما بعد قرابة عشرين سنة، حول رجل غني خسر كل أمواله وقصره الذي يقطن فيه هو وزوجته وابنته ووالده المسن في القمار، ثم بدأت مرحلة جديدة في ظروف جديدة وصعبة؛ لكن الأسرة تتغلب على كل الأمور الصائفة وعاشت بكل صبر ومثابرة في نهاية المطاف. إن الفيلم يريد أن يحكي لنا قصة بأن هناك الكثير من المظالم في هذه الحياة، ولكن في النهاية ستكون هادئة، لذلك لماذا لا نعيش حياة جيدة بابتسامة؟ أنا شعرت منذ مشاهدة الفيلم أن الحياة غير مرضية مائة بالمائة، وبدأت أتعلم ذلك من قبل الناس من حولي، فلا يوجد خوف من الحياة والموت، ونجد الإمكانات الوافرة من الحياة ومن الناس من حولي.
آنا من إيطاليا: يعالج قضية الجمال بطريقة رائعة.
أعتقد بأن أفضل فيلم إيطالي شاهدته في حياتي هو: (La Grande Bellezza) أو (الجمال العظيم) هذا الفيلم لا يزال في ذاكرتي؛ لأنه يطرح قضية مهمة جدًا: الجمال. يعالج كيفية النظر إلى الجمال في المجتمع. معظم الناس يعطون أهمية قصوى إلى الجمال بغض النظر عن سمات وصفات أولئك الناس.
لم يُغيّر ذلك الفيلم نظرتي للحياة والمجتمع والجمال والناس؛ لأنه يعالج قضية الجمال بطريقة رائعة كما هي في الحياة الواقعية.
كيسيلا من البرازيل: القصة كاملة تغطي الكثير من القضايا الاجتماعية.
فيلمي المفضل (Central do Brasil) أو (وسط البرازيل) أحب ذلك الفيلم لأنه يلقي الضوء على بساطة وصعوبة حياة الناس بالرغم في دول أقل ثراء مثل: البرازيل. الفيلم يحكي قصة معلمة متقاعدة وصبي اسمه: (جوسو) الذي فقد أمه فجأة في حادث باص ليصبح مشردًا. لذا قاما معًا برحلة مضنية للبحث عن والد (جوسو) الذي لم يلتق به أبدًا. القصة كاملة تغطي الكثير من القضايا الاجتماعية وكيف يتصرف الناس لمواجهتها في ظروف مختلفة. نستطيع أخذ الكثير من الدروس والعبر من ذلك الفيلم لاسيما عندما تقرر مساعدة وحماية طفل لذا يتغير كل شيء من حولك.