د. أبو أوس إبراهيم الشمسان
7- تركيب الحال: مفردة/ جملة
المقصود بالمفرد الكلمة الواحدة فالحال قد تكون كلمة واحدة وهذا هو الأصل، ولكن قد تستعمل جملة كاملة تامة الإسناد في موضع المفرد دالة على الحال، ومثال الحال المفردة قوله تعالى {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} [16-الأنفال]، ومثال الجملة قوله تعالى {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلًا} [142-النساء]، وقوله {لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}[18-النمل].
8- عدد الحال:واحدة/ مثناة أو مجموعة
تطابق الحال صاحبها في الإفراد والتثنية والجمع، ومثال الإفراد قوله تعالى {وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا} [143-الأعراف]، ومثال التثنية {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ} [33-إبراهيم] ومثال الجمع: {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ} [79-النحل]، قال تعالى: {خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ} [7-القمر]، {وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا} [3-الكهف].
9- تعدد الحال: مفردة/ متعددة
قد يكون لصاحب الحال حال واحدة، وقد يكون له حالان أو أكثر فهي متعددة أو مترادفة، ومثال الحال الواحدة قوله تعالى {فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ: هذا ربّي} [77-الأنعام]، ومثال المتعددة قوله تعالى {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ}[4-الملك]، وقوله {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}[3-الإنسان]، ونحو قوله «فَإِنْ صَلَّى عَلَيْهَا قَائِمًا رَاكِعًا سَاجِدًا مُسْتَقْبِلًا فَقَالَ سَحْنُونٌ لَا تَصِحُّ لِشِدَّةِ الْخَطَرِ. وَقَالَ سَنَدٌ تَصِحُّ»(1).
10- إعراب الحال: معربة/ مبنية
الأصل في الحال أن تكون معربة، ولكنها قد تكون مبنية في محل نصب إن كان لفظها مركبًا، ومثال المعربة قوله تعالى {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا} [19-النمل]، وأما المبنية فنحو «قولهم: (ذهب الناس شغرَ بغرَ)، إذا تفرقوا تفرقًا لا اجتماع بعده، و(ذهب الناس شذرَ مذرَ) في ذلك المعنى ... وإنما بنيت هذه الحروف لأن فيها معنى الواو، كأنه في الأصل: (ذهب الناس شغرًا وبغرًا)، فلما حذفت الواو وتضمنتا معناها بنيتا على الفتح مثل: (خمسة عشر)»(2).
11- بِنْية الحال: بسيطة/ مركبة
الأصل في الحال أن يكون لفظها بسيطًا غير مركب، ومثال الحال البسيطة قوله تعالى {وَلَّى مُدْبِرًا} [10-النمل]، وأما المركبة فمثالها في قول ابن مالك «استعمل كخمسة عشرَ ظُروف كيومَ يومَ، وصباحَ مساءَ، وبينَ بينَ، وأحوال أصلها العطف كتفرقوا شَغَرَ بغَرَ، وشذَرَ مَذَرَ، وخذعَ مذعَ، وأخولَ أخولَ، وتركت البلاد حيثَ بيثَ، وهو جاري بيتَ بيتَ، ولقيته كفّةَ كفّةَ، وأخبرته صحرةَ بحرةَ»(3).
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
(1) محمد بن أحمد بن محمد عليش، منح الجليل شرح مختصر خليل، 1: 240 .
(2) السيرافي، شرح كتاب سيبويه، 1: 121.
(3)ابن مالك، شرح التسهيل، 2: 414 .