علي الصحن
عندما يقول لك أحدهم إن دور المدرب مع الفريق دور ثانوي، ويقلل من قيمة المدرب وما يقوم به، أو يجعل المدربين على خط سواء لا تمايز بينهم، يمكن الرد عليه ببساطة: انظر إلى ما يفعله المدرب الفرنسي هيرفي رينارد مع المنتخب السعودي، ورينارد هو اللاعب المحترف السابق، والمدرب سبق له الفوز مع منتخبي زامبيا 2012 وساحل العاج 2012 بكأس الأمم الإفريقية، ليصبح بذلك أول مدرب يفوز بكأسين إفريقيين مع منتخبين مختلفين، قبل أن يدرب منتخب المغرب لكرة القدم في البطولة ذاتها 2019 حيث تصدر مجموعته بالعلامة الكاملة، قبل أن يخرج في ثمن النهائي بركلات الترجيح علي يد منتخب بنين.
ما يحققه رينارد مع الأخضر شيء لافت ومثير بكل تأكيد، حيث استطاع الرجل بخبراته وبالإمكانات المتاحة له، من تحقيق نجاحات مميزة ربما لم يتوقعها أحد، كما أن المدرب الذي لا يعتمد على أسماء معينة في قائمته، استطاع خلق توليفة رائعة من لاعبين لم يحصل بعضهم على الفرصة حتى مع فريقه المحلي، وهذا أمر يثير الإعجاب بكل تأكيد.
ما يحسب لرينارد حرصه الدائم على حضور المباريات المحلية ومباريات الفرق السعودية في البطولات الخارجية، ومتابعة اللاعبين عن قرب، ومعرفته بإمكانات الجميع، وقدرته على الاستفادة من كل لاعب بالشكل الذي يناسب طريقته ويخدم أسلوبه ويسهم في نجاحه، وهو ما أفرز النتائج المميزة التي نشاهدها للمنتخب في التصفيات الآسيوية الحالية.
هنا لا بد أن نزجي الشكر لسمو وزير الرياضة وللمسؤولين في اتحاد الكرة الذين سخروا الإمكانات ومنحوا الصلاحيات لرينارد حتى استطاع أن يقدم كل ما هو مطلوب منه، والأمل أن يتواصل هذا العطاء وهذه الروح الواحدة حتى يضع الأخضر قدمه في مونديال 2022 وينجح في العودة إلى اللقب الآسيوي الكبير الذي افتقده عشاق المنتخب طويلاً.
انطلق مؤخراً مشروع أكاديمية مهد الرياضية الذي أنشئ بموجب قرار مجلس الوزراء رقم (654) وتاريخ 05 - 11- 1442هـ، وهي بموجب منطوق القرار: «تعنى بتنمية المواهب الرياضية وتطويرها، وتصدير المعارف والمنهجيات الفنية للفئات السنية، وتهدف إلى تحقيق الإنجازات الرياضية الوطنية والإقليمية والقارية، وتتمتع بالشخصية الاعتبارية وبالاستقلال المالي والإداري، وترتبط تنظيمياً بوزير الرياضة».
ومهد «مشروع وطني يكتشف ويطور المواهب في كافة المناطق والمدن ضمن الألعاب الفردية والجماعية ابتداء من 6 سنوات بهدف صناعة أجيال من الأبطال الرياضيين تحت إشراف خبرات فنية وإدارية باستخدام مناهج علمية وتقنيات حديثة وشراكات دولية عبر بناء منظومة رياضية متكاملة طويلة المدى على مدار 10 سنوات بالاعتماد على المدارس كمغذ رئيس للمواهب السعودية» ومهد هي مشروع وطني ومبادرة من برنامج جودة الحياة أحد برامج رؤية المملكة 2030 وستكون مخصصة لجميع الرياضات، ولا تشمل كرة القدم فقط، وهي تهدف إلى تحقيق لاعبي الأكاديمية إنجازات إقليمية وقارية وعالمية في كبرى المحافل الرياضية على غرار بطولات كأس العالم ودورة الألعاب الأولمبية».
كل الأماني بالتوفيق لهذا المشروع الكبير، وأن يحقق الأهداف المتوخاة منه، وأن نحتفي بإنجازاته في المستقبل القريب، وأن يسهم بتحقيق حضور فاعل للرياضة السعودية في كل المحافل والمنافسات الدولية.