أسعدني الحضور الاجتماعي والخيري والإنساني للدكتور عثمان بن عبدالعزيز آل عثمان رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لصعوبات التعلّم، وعضو المجلس البلدي لأمانة منطقة الرياض. ما أجمل أن تتعلّم من الحياة! والأجمل أن تقدِّم ما تعلمته على طبقٍ من ذهبٍ أو في قاعة كريستال بفندق فاخر، أو مطعم شهي عالمي، أو مورد ماء ما فتئ منهلاً عذباً. وحسنًا فعل صديقُنا المؤلف الدكتور عثمان حين تقمَّصَ شخصية الأستاذ والمعلم والموجِّه في أن ينيرَ الدرب، ويوضح المسلك، ويسلك بالقراء إلى الوجهة السليمة، بالطريقة المناسبة، وفي الوقت المحدَّد.
فالحياة هدف.. والمقصد النجاح.. والفرص منوّعة.. ولكن الطرق مزدحمة.. إذن التعلّم مما تعلّم الآخرون نجاح لأنك تبدأ من حيث انتهوا، وتنطلق مما توقفوا عنده، وتحجم عمَّا أخطأوا فيه، وترى النور حين يكثر الظلام، وتمتلك الحقائق التي تواجه بها الشائعات؛ لتزداد قوةً على قوةٍ، وصبرًا على صبرٍ، ويقينًا على يقين. جميلٌ أن تفرد علمك، وجميلٌ أن تقول رأيك، وحال كاتبنا يقبل منه النصح والتوجيه؛ لأنه بلغ منزلة في العلم، وشارك في التعليم عملاً وممارسة وهواية، وشارك في العمل البلدي والإداري والتنموي، والتصق بالقطاع الثالث غير الربحي، مؤسس ورئيس وعضو وأمين عام، وبلغ سنَّ الخمسين -متعه الله بالصحة والعافية- وهو يقرب من سنِّ الشاعر زهير بن أبي سلمى، حين أفرد في شعره مساحة كبيرة من فكرة الدكتور عثمان (علمتني الحياة) وإن كان الفارق الشعر والنثر الحياة الجاهلية والحياة الحديثة، والرؤى القديمة والأفكار التجديدية. لم أقرأ الكِتاب بعد، ولكن الروح العامة له وصلتني، فالكتابُ من عنوانه- كما يقولون- وفوق هذا أن تجارب الخبراء وأهل العلم والاختصاص والحكمة والوعي تضفي لشخصية القارئ عقودًا من العمر، وتجربة مصقولة، ومنفعة متعدية، وحضورًا كاريزميًا شخصيًا حضاريًا. وصفوة القولِ: آلمني كثيرًا وجودي في الحفل للتوقيع على هذه السلسلة الرائعة من الكتب، ولكن وجودي في مهمة عمل رسمي وبرتوكولي جعل عذري سمينًا، وقدره كبيرٌ أخي العزيز عثمان بن عبدالعزيز. مبارك لك يا دكتور ما سعيت لأجله، وإن شاء الله يدخل في قوله: «علم ينتفع به».