مها محمد الشريف
نشر الثقافة وتعزيز حضورها في المجتمع هو هاجس كل الدول التي تبحث عن مكانة لها في العالم المتقدم، وقبل أيام أختتم أضخم معرض للكتب في الرياض مجسداً هذا المفهوم الذي يركز على الثقافة وتعريف العالم بثقافة المجتمع السعودي، تفتننا النجاحات الكبيرة التي تحققت لبلادنا الحبيبة، وبرعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، دشن الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة السعودي، فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2021 في واجهة الرياض، بحضور وزير الثقافة والسياحة والآثار في جمهورية العراق الدكتور حسن ناظم، وسفير العراق لدى السعودية الموافق 23 صفر 1443هـ، بمشاركة أهم دور النشر من مختلف دول العالم، حيث شارك فيه أكثر من 1000 دار نشر من 30 دولة حول العالم.
حيث تمخضت هذه الاهتمامات في مستقبل التفاعل الثقافي، حدثاً ثقافياً مهماً في المشهد الثقافي العربي، وقد أدركت كل فئات المجتمع هذه الضرورة الثقافية، وبالطبع فلا أحد ينكر أن ثمة تطوراً وتطويراً قد حدث في جوانب متعددة والأخذ في الاعتبار العلاقات الاستنتاجية بين الزائر ومعرض الكتاب فهو أثر وإرادة جاذبة، بوصفه أحد روافد العلم والمعرفة يعرض فيه أهم معارض الكتب العربية من حيث عدد الزوار وحجم المبيعات وتنوع برامجه الثقافية، ومشاركة أبرز دور النشر العربية والإقليمية والدولية بأحدث الوسائل التي توسعت في إنتاجها.
إن تحويل الموارد إلى قوة متحققة، تمنح النتائج المرغوبة وفقا للخطط الاستراتيجية المبذولة، فقد قام صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة الأدب والنشر والترجمة، بإعفاء دور النشر المشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب 2021 من قيمة إيجار الأجنحة في المعرض دعماً لقطاعات الأدب والنشر والترجمة، وتخفيفاً لآثار جائحة كورونا على صناعة النشر، وهذا الدعم أكسب كل شيء قيما وممارسات خلقت معنى للمجتمع فالثقافة الشعبية كثيراً ما تنتج قوة ناعمة.
لقد تشكل هذا المسار الثقافي من تأسيس هيئة الأدب والنشر والترجمة ضمن الهيئات الثقافية التابعة لـوزارة الثقافة، في ضوء مسؤولية تنظيم وإشراف المعرض، فضلا عن العمل بمقتضاه مع تعزيز مكتسبات ومكانة معرض الرياض الدولي للكتاب في خارطة معارض الكتب الإقليمية والدولية، وهذا ما يولد حقيقة التطوير اللازم لمواكبة رؤية المملكة 2030 المعززة والمحفزة لصناعة الثقافة حتى تكون قادرة على تقديم نظرية جديدة جديرة بالبناء وفهم مشترك ومعرفة مشتركة لدى أبناء العصر الواحد.
والبدء ببناء عوامل إيجابية تعد نقطة الانطلاق نحو تطوير وتعزيز قطاع النشر على المستويين المحلي والإقليمي، وفي ذات الوقت دعم المنجزات والاختراعات الحديثة وكثير من النصوص التي تبحث عن ورش عمل تختص بمجال النشر، فكلما انغمس البشر في تقنيات العصر وآلياته وأدواته اختلفت بحوثهم وأفكارهم، التي تتضمن في ذاتها جوهر التقنية الحديثة فإن قوى السوق والانفتاح ضاعفت كفاءة كثير من الأنظمة الحيوية كتلك التي تقدم المواصلات والمعلومات والطاقة والرعاية الصحية، فالمعرض هذا العام تميز بالندوات الثقافية والأدبية المتنوعة والاستعدادات الكبيرة، والأمسيات الشعرية والفنية، ووفر مساحات للحوار والمحاضرات التفاعلية، وورش عمل متنوعة في مجالات الفن، والقراءة والكتابة والنشر، وصناعة الكتاب، والترجمة، والعديد من المشاهد الثقافية لأدباء وفنانين ومثقفين من كل مكان، وكعادة معرض الكتاب في كل عام استضافة دولة، وهذا العام كانت دولة العراق الشقيقة ضيفاً مبجلاً في معرض الرياض الدولي للكتاب ذات الحضارة العريقة.
إن المعرفة الفعلية مكونة من استنتاجات كبيرة من عدد الخبرات التي أثرت هذا المحفل الثقافي الكبير وجعلت التاريخ متاحاً والذاكرة متقدة بالفهم لكل جديد مفيد، فخلال أي حدث ثقافي يلاحظه الإنسان يمكنه أن يحصل على ما يريد، وفقاً لتوافر العناية بالمحتوى والرعاية له، والصورة التي قدمتها الهيئة في الدورة الجديدة من المعرض هو تأكيد اهتمامها بدعم كامل لكل قنوات النشر مثل الكتاب الصوتي والرقمي، وتحسين أحوال الحياة والحرص على جودتها، وصنع التقدم في الحاضر كما هو متأمل في المستقبل، وتعمل وزارة الثقافة على تحقيق الثقافة كنمط للحياة، ورفع مستوى مساهمتها في النمو الاقتصادي، وهذه هي الأسس المهمة للعقد الاجتماعي.