عبدالله العمري
بعيداً عن نتيجة مواجهة الأخضر السعودي أمام المنتخب الصيني مساء البارحة (المقال تم إرساله قبل موعد المواجهة لظروف الطباعة)، وذلك في رابع محطاته في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2022 بالدوحة.
إلا أن ما حققه منتخبنا من نتائج في التصفيات حتى الآن جعلته واحدًا من أقوى المرشحين للتأهل، وتؤكد أن أخضرنا ما زال يسير في الطريق الصحيح نحو الوصول السادس -بإذن الله- للمونديال العالمي حتى وإن كان هناك تذبذب في المستوى الفني من مباراة إلى أخرى، إلا أن هذا لا يمنع أن هناك عملاً فنيًا كبيرًا جداً يقوم فيه مدرب منتخبنا الفرنسي هيرفي رينارد الذي يحسب له كثيراً أنه أعاد هيبة وشخيصة الأخضر السعودي الغائبة منذ سنوات، إذ بتنا اليوم نشاهد أداءً وروحًا قتالية عالية جداً من جميع اللاعبين دون تحديد اسم معين، إضافة إلى أن تدخلاته الفنية التي يجريها مع مرور دقائق المباراة دائماً ما تكون لصالح الأخضر، وهذا يؤكد أنه يعرف جيداً إمكانيات جميع لاعبيه وقراءته الفنية لأحداث المباريات صحيحة وسليمة.
جميع الظروف أعتقد أنها تسير في صالح منتخبنا بما فيها جدول مباريات المجموعة التي جاءت مناسبة لنا وجنبت الأخضر التنقل والسفر الطويل لدول شرق آسيا حتى الآن.
وما يحتاجه المنتخب في المرحلة المقبلة هو ضرورة دعمه والوقوف معه من جميع أطياف الشارع الرياضي السعودي لكي يتحقق الهدف وهو الوصول لسادس مرة للمونديال في إنجاز غير مسبوق للأخضر السعودي، كما أن منتخبنا لديه العديد من الاستحقاقات المهمة خلال الفترة المقبلة وهي بطولة آسيا وكأس العرب، لاسيما بعد أن وجدنا ضالتنا في المدرب الفرنسي رينارد الذي أحدث نقلة كبيرة في منتخبنا منذ توليه مهمة تدريبه فنياً.
ويجب أن نكسر مع الفرنسي رينارد قاعدة كثرة تغيير المدربين المستمرة في أخضرنا منذ عقود طويلة، وهي التي أفقدته كثيراً من هويته الفنية.
الاستقرار الفني مع رينارد هو بوابة المنتخب السعودي للعودة من جديد للبطولات التي غاب عنها كثيراً، ولعل أهمها اللقب الآسيوي الغائب عنا منذ آخر تتويج في عام 1996 في أبوظبي.
ومع المرحلة المميزة التي يعيشه المنتخب السعودي حالياً لابد معها الإشادة بالحضور المميز للجمهور السعودي في المنطقة الغربية، فهذا الجمهور دائماً يثبت أنه رقم صعب ومميز عن كافة جماهير المناطق الأخرى ليس بالحضور فقط بل بالتشجيع والمؤازرة التي يقدمونها طوال مجريات المباراة مما كان له أثر كبير في جعل لاعبي الأخضر يقدمون كل ما لديهم داخل المستطيل الأخضر من أجل إسعاد هذا الجمهور المميز فعلاً.