الجماعية والروح الإيجابية التي انطلق بها الأخضر منذ بداية التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022 للآن نتاج عدد من الأدوات أسهمت بهذا الانسجام والجرينتا؛ يعود الفضل فيها للفرنسي هيرفي رينارد والقائد سلمان الفرج اللذين يؤديان دوراً حيوياً بقيادة الأخضر بالتصفيات؛ وبناء شخصيته القوية التي نشاهدها على الميدان!
القائد الحقيقي ليس مجرد لاعب يضع الشارة على ذراعه ويتميز عن غيره؛ لكنه الشخص المؤثّر المسؤول القائد المحرّك لزملائه المترجم لأفكار مدربه وخططه، يبث الحماس والروح القتالية والرغبة في الانتصار، يضبط يوجه يرشد يحفز ويقود المجموعة بنجاح؛ ومن هذا أعجبني الدور القيادي للكابتن سلمان الفرج وهو يملك كاريزما القائد الحقيقي بالملعب؛ ذكاء داخل الملعب، تمريرات متقنة، تحركات داخل فراغات الخصوم، ولا عجب كونه يحمل الكثير من ملامح شخصية القائد التاريخي للأخضر صالح النعيمة الذي لم ينسه الجمهور السعودي حتى الآن! سلمان ضابط إيقاع مهم ومتوازن، جندي مجهول دفاعاً وهجوماً!
رينارد رجل يعمل بجانب عمله الفني على تقوية روح الفريق وبث الحماس والرغبة في الفوز والشعور بالمسؤولية؛ المدرب الجيد لا يركن للنواحي الفنية فقط يعلم بأن مفتاح الانتصارات يبدأ من التعبئة النفسية/ الذهنية مع البدنية والفنية التكتيكية...! اللعبة النفسية واحدة من أهم/ أخطر الألعاب بمجال كرة القدم، الجانب النفسي أقوى مؤثّر على عطاء اللاعبين من الفني، كيف استفز طاقة اللاعب الكامنة لإخراج أفضل ما لديه؟! كيف أغرس بدخل اللاعب احترام النفس قبل الخصم؛ احترام الشعار الوطني، الملعب والجمهور؟!
هيرفي من أفضل المدربين (جودةً ومسؤولية) يكفيه الرصيد الأبيض/المشرّف الذي يقود به الأخضر للآن كرقم قياسي؛ فالتصفيات القارية لعبته المفضلة وسبق أن أتقنها مع منتخب المغرب ونجح بإعادته لكأس العالم الماضية، ويقود الأخضر حالياً بنجاح؛ منتخب يلعب كرة قدم جماعية بتركيز كبير وانضباط عالٍ، طريقته وحلوله الإدراكية عوَّضت نواقص العناصر المؤثِّرة المتغيبة عن التشكيل الدوسري وعطيف...، والنضج الفني الذي يقطف المنتخب ثماره نتاج (الاستقرار الفني) الذي يعمل به منذ قدومه؛ أحد أهم الأسلحة الفنية بعالم المستديرة لتحقيق نتائج إيجابية (التأهل) كما حدث من قبل مع الهولندي مارفيك!
** **
- هيا الغامدي
Haya_alghamdi@yahoo.com