بعد أحداث 11 سبتمبر المشؤومة كتبت العديد من المقالات التي أفند فيها على قدر علمي بالولايات المتحدة الأمريكية وعلى قدر علمي بكيفية معايشة طلاب بلادنا الغالية فيها، وفندت الدجل واختلاق الأكاذيب في ما يتعلق بالتفجيرات التي حدثت في نيويورك، وأنها من فعل بعض من يدرسون في الولايات المتحدة الأمريكية من طلاب المملكة العربية السعودية، وبينت أن هذه الأعمال الإجرامية لا يمكن ولا يعقل أن يقوم بها الطلاب السعوديون المبتعثون للدراسة في الولايات المتحدة، فهم أولاً مشغولون بتلقي العلوم التي جاءوا من أجلها، وثانياً هم يعيشون كطبقة مرفهة ومراقبة من قِبل حكومة المملكة العربية السعودية، وثالثاً طبيعة المواطن السعودي ودينه ونشأته السلمية، وأن همه الأول والأخير التحصيل العلمي ولا شيء غيره، ويكن لبلاده حباً وولاءً لا نظير له لأنها تمنحه ما يستحق وأكثر مما يستحق، ويحب ويقدر البلاد التي يدرس فيها سواء كانت الولايات المتحدة أو غيرها.
ثم إن هذه الفظائع التي حدثت بطائرات متطورة لا يمكن أن يقودها طلاب صغار تركوا بلادهم آلاف الأميال وأسرهم الذين يرتبطون بها ارتباطاً عاطفياً لا مثيل له لمن يعرفون التقاليد والعادات السعودية، وأخيراً فإن دينهم يعصمهم من اقتراف مثل هذه الجرائم التي ضد مبادئهم وحرم الإسلام فيها قتل النفس إلا دفاعاً عن النفس.
ثم ما لا يمكن تخيله وتصديقه أن يستطيع طلاب صغار يدرسون اللغة والآداب والعلوم النافعة القيام بقيادة طائرات مجهزة بتكنولوجيا متقدمة جداً وبمهارة خارقة تحتاج إلى سنوات وسنوات من التدريب، ومن حدث العاقل بما لا يليق فلا عقل له.
وأن ما تم فبركته ولصقه بنفر قليل من الطلاب بعضهم كان قد مات منذ سنوات وبعضهم لم يكن في تلك الأيام متواجداً في الولايات المتحدة أثبت لكل ذي عقل ولب وبصيرة كذب هذه الافتراءات وزيفها.
وأذكر أني قرأت مقالة طويلة وقتها في صحيفة الشرق الأوسط مدعمة بالأدلة والبراهين والرسومات التوضيحية كتبها أحد الأمراء الكرام -وكان قد درس علوم الطيران قبل سنوات وسنوات- أن هذا العمل القبيح والشنيع والإجرامي لا يمكن أن يقوم به مثل هؤلاء الطلاب فهو يحتاج إلى أناس مدربين تدريباً عالياً ومتقدماً.
وأخيراً وبعد سنوات طويلة بدأت أمريكا تكشف عن مرتكبي الجريمة الحقيقيين وأنها مخطط لها من جهات استخبارية وأن الأبراج كان موضوعاً بها متفجرات وأن ضربها بالطائرات كانت نسخ خيال واسع من صناع أفلام هوليود ومثل هذا الأمر كشفته ألمانيا ونشرته، ولكنهم لأسباب ومبررات يتقصدونها لغاية في أنفسهم لا زالوا وسوف يستمرون في كل مناسبة يلوكونها ويطنطنون حولها ولهم في هذا مآرب ومشارب ولن يجنوا إلا العار والشنار والخزي والمذلة.
وحسبنا الله ونعم الوكيل.