رمضان جريدي العنزي
لا نشك مطلقاً بأن إدارة المرور تقوم بجهود كبيرة في سبيل تسهيل حركة المرور وتنظيمها، خصوصاً مع الكم الهائل والكبير من السيارات والمركبات بكل أشكالها وأنواعها وأحجامها، كما أنها تبذل مجهودا واضحا في هذا الشأن، ورغم هذه الجهود التي تبذلها إدارة المرور وفي ظل التنامي السريع في أعداد السيارات، وفي ظل الاستحداثات في الطرق والشوارع والتقاطعات والأنفاق والكباري والاشارات الضوئية وساهر، إلا أن ذلك لم يحل مشكلة قائمة منذ أمد طويل جدا بشكل جذري وفعال مما يسبب دائما في اختناقات مرورية وازدحامات وحوادث مما يسبب في اصطفاف كم هائل من السيارات في طابور يمتد لمئات الأمتار، أو ربما يحسب بالكيلومترات، في ظاهرة غدت يومية لا مفر ولا مهرب ولا منجا منها، إن الشاحنات والمركبات الكبيرة والتي تخرج في وقت واحد جنبا إلى جنب ومزاحمتها للسيارات الصغيرة في الصباح والمساء، وفي كل وقت وحين، تشكل خطرا حقيقيا على أرواح الناس، وتسبب في فوضى عارمة في منظر عبثي وغير حضاري لا يجب أن يكون مطلقا، لقد باتت الشاحنات والمركبات الكبيرة بعبعا مخيفا يجول في الطرقات ويصول، فكم من نفس بريئة أزهقتها هذه الشاحنات في خضم تجاوزات بائنة من أصحابها دون مراعات نظم المرور والسلامة وبقيادة متهورة غير مسؤولة ولا محترفة، ولا تقتصر على ذلك بل تتسبب في تعطيل الحركة المرورية ومضاعفة الازدحام خصوصا عندما تنطلق بالتزامن مع خروج الناس إلى أعمالهم والطلاب إلى مدارسهم ومعاهدهم وجامعاتهم، إنني من خلال هذا المقال أطالب إدارة المرور الموقرة بوضع حدا صارما لفوضى الشاحنات العارمة البليغة والمميتة العبثية واللاحضارية، وأن تجعل هذا الأمر هدف إستراتيجي لها لا تحيد عنه حفاظا على سلامة المواطنيين والمقيمين وتحقيقا لانسيابية الحركة المرورية الحديثة، وأن تجعل كل سائق شاحنة يحترم النظام والقانون بقوة التطبيق الحازم والحاد والحاسم، إن فوضى الشاحنات سبب للناس صداعا مزمنا لا تفيد معه المهدئات ولا المسكنات ولا بد من حل جذري ونهائي واستئصال السبب والمسبب والفاعل لهذه الفوضى الضاربة في القدم، إن المتابع لحركة الشاحنات في الطرقات الداخلية والخارجية يجزم بأنها قنابل موقوتة في ظل تهور سائقيها حمولة وسرعة وعدم تقيد بالأنظمة والسلامة المرورية، إن على إدارة المرور الموقرة الحزم والتشدد في العقوبات والجزاءات ومراقبة تحركاتها وتجاوزاتها الخطيرة والمميتة واللاسؤولة.