محمد المنصور الشقحاء
(ما الذي سوف يبقى / إذا راحت أنزع عنك الأساطير / أرمي المحار الذي في الخيال إلى الوحل ؟/ ماذا سأصنع بالأرق).
عرفت الشاعر والكاتب الأستاذ محمد العلي من خلال كتاباته في الصحف وبالذات صحيفة اليوم والتقيته مرتين مرة في منزل الشاعر علي الدميني بعد حضور أمسية قصصية شارك فيها الصديق الأديب القاص والروائي عبدالعزيز الصقعبي وكنت مرافقاً له. والثانية عندما شاركنا في بمحاضرة قيمة بعنوان( حول الغموض الشعري ) على منبر نادي الطائف الأدبي بالطائف المأنوس. يقول عنه رفيق دربه الشاعر علي الدميني في كتابه أمام مرآة محمد العلي (بقي محمد العلي طيلة أكثر من أربعين عاماً، حاضراً في ساحة المشهد الثقافي، وفي ضميره، عبر كتاباته وقصائده ومحاضراته، ومن خلال حضوره الشخصي المحاط بكاريزما المثقف الوطني والتقدمي ) ويقول عنه الناقد الدكتور شاكر النابلسي في كتاب نبت الصمت ( وإلى جانب ذلك كان العلي مثقفا واسع الاطلاع على الفكر العالمي المعاصر، وعلى الفكر العربي المعاصر، فمنذ أوائل الستينات كان قد عرف جيداً وقرأ لرموز كثيرة من رموز الحداثة العربية). وقالت عزيزة فتح الله في مقدمة كتابها الذي أعدته محمد العلي شاعراً ومفكراً ( لايعرف الحقد، طيب القلب، يعيش يومه، ويفكر في غده، ولا ينسى البارحة)، هذا هو الشاعر والمفكر محمد العلي أيقونة الثقافة العربية السعودية الذي جمع وطبع له نادي المنطقة الشرقية الأدبي ديوانه لا ماء في الماء، والذي جمع وأعد أعماله النثرية المطبوعة مقالات ومحاضرات الشاعر أحمد العلي. أيقونة الثقافة العربية السعودية ورائد حداثتها وهو يتحدث عن الثقافة ومكوناتها يقول متسائلاً ( إذا كانت الثقافة هي هذا المزيج من التفاعل بين الفكر والواقع فما هو سبب اختلافها بين مجتمع وآخر؟) ونجده يكتب تحت عنوان جمرة (كيف تكون الزلال حقلاً /كيف تكون البراكين دالية ناضجة ! / وكيف أكون أنا).
محمد العلي وهو يطل كل أسبوع بما يثير ويثري يقول تحت عنوان لاماء في الماء( ما الذي سوف يبقى/ إذا رحت أنزع عنك كل الأساطير/ أرى المحار الذي الخيال إلى الوحل؟ / ماذا سأصنع بالارق العذب). هو حديث عن عملاق حتى اليوم يثير عاصف ساحة أدبية اعتادت السكون بقلمه المجلة الثقافية بجريدة الجزيرة تتحدث عنه.