سلمان بن محمد العُمري
وأنا أقرأ خبر توقيع الهيئة العامة للأوقاف مذكرة تفاهم مع صندوق الشهداء والمصابين والأسرى والمفقودين، كانت سعادتي مضاعفة أولها أن أملاً قد تحقق ولله الحمد، والأمر الآخر أنه كان لي سبق المطالبة فيه والكتابة عنه منذ مدة طويلة، ومناشدة المعنيين بتبنيه وقد صار الأمل واقعاً.
وكان آخر ما كتبت في هذه الزاوية وتحديداً في شهر رمضان المبارك عام 1440هـ عن (وقف الشهيد)، وتطرقت إلى عيون ساهرة من أبطالنا الأشاوس المرابطين في سبيل الله للدفاع عن حمى الإسلام الأول (بلادنا العزيزة المملكة العربية السعودية)، وهناك من ضحوا بأنفسهم وأرواحهم في ميادين الشرف والعز والكرامة، نحسبهم عند الله -عز وجل- في عداد الشهداء.
وطالبت بأن يتم تخصيص وقف دائم لهؤلاء الشهداء الأبطال، وأن يكون مقره في مكة المكرمة والمدينة المنورة عظماً للأجر والمثوبة...إلخ ما جاء في المقال.
وقد سررت حينما قرأت خبراً عن توقيع مذكرة التفاهم، للعمل على تمكين أسرهم ودعمهم عبر تنفيذ مجموعة من البرامج والأنشطة.
وأتمنى أن تكون هذه هي الخطوة الأولى للمشروع المنتظر في إنشاء أوقاف خيرية خاصة للشهداء، وفاءً وتقديرًا لما نالوه من شرف عظيم بنيل الشهادة في سبيل الله -عز وجل-، وبالذود عن بلادهم ومقدساتها وأمنها وأمانها، ومواجهة العابثين، وحرصهم على أمن البلاد والعباد، وهؤلاء الأبطال ما زالوا يستحقون الكثير والكثير، ولن ينساهم الوطن بقيادته وبشعبه بكل تأكيد.
وأؤكد على ما ذكرته سابقاً من أن لشهداء بلادنا ولأهاليهم مكانة عزيزة في نفوس قادتنا وولاة الأمر، ولا أدل على ذلك من القرارات والأوامر الملكية التي تصدر بين الحين والآخر برعاية أسر الشهداء، والعناية بهم، واللقاءات الدائمة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- بأسر شهداء الواجب، ونقل تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وتلمُّس احتياجاتهم عن قرب، وهذا الاهتمام وهذه الرعاية مستمران ومتجددان، وكُونت لهذا الأمر إدارات ودوائر حكومية، تُعنى بأسر شهداء الواجب أينما كانوا، وهي دليل على لحمة أبناء الوطن، وأنهم كالجسد الواحد.