إعداد - صبار عابر العنزي:
هو زعيم سياسي وديكتاتور نازي، حلم بأن تقود ألمانيا دول أوروبا ومن ثم تسود العالم، ولم تحد سقف طموحاته الحرب فأشعلها وخاض غمار أعتى المعارك من أجل مجده الشخصي ومجد ألمانيا العظمى كما كان يراها في مخيلته..
هو «أدولف ألويس هتلر» سياسي ألماني نازي، ولد في النمسا، وكان زعيم حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني والمعروف للعامة باسم الحزب النازي..
تولى هتلر حكم ألمانيا في الفترة ما بين عامي 1933 و1945 ، حيث شغل منصب مستشار الدولة يرجع إليه إشعال فتيل الحرب العالمية الثانية وتقسيم دول العالم إلى فريقين، فريق المحور الذي تزعمه وكان إلى جانبه دول ايطاليا والنمسا والدولة العثمانية واليابان، في مواجهة فريق الحلفاء الذي تزعمته الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب بريطانيا وفرنسا والاتحاد السوفيتي..
وبعدما هزمت قواته وحلفاؤه بالحرب العالمية الثانية وانتهى حكمه الفاشي. قسم ألمانيا إلى دولتين شرقية وغربية وانتحر في نهاية المطاف..
الألمان وهتلر
الشعب الألماني فيما مضى، يفخر بهتلر ويؤيِّده بسبب أنه كان متحدثاً بارعاً، وعمل على جذب انتباه الشعب له من كبار، وأطفال، ورجال، ونساء، فقد كان جيد في التحدث، فضلاً عن أعماله التي أظهرت للألمان بأنه يريد مصلحتهم، وهناك عدد من النازيين في العصر الحديث يعتبرون هتلر مثالاً لهم، ولكن غالبية الشعب الألماني يعتبرونه إهانة لهم، ولتاريخهم لعدة أسباب:
قيام هتلر بمحرقة الهولوكوست باسم ألمانيا وشعبها، تقسيم هتلر للأفراد وفقاً للشكل، والطول، ولون العين والشعر، وهو ما أسماه العرق الآري، فبعد أن كانت ألمانيا إحدى الدول الرائدة في جميع المجالات العلمية، والفيزيائية، والأدبية، افتقرت إلى العقول النابغة التي تم تهجيرها بسبب اعتقاداته المريضة..
وقيامه بإدخال ألمانيا، وشعبها في حرب عدوانية ضد الدول المجاورة لها، أودت بحياة اعداد هائلة من العسكريين، والمدنيين الألمان، مما أدى إلى تدهور أحوال ألمانيا بعد الحروب التي خاضتها، وخسارتها ربع أراضيها، وتقسيمها سياسياً لمدة تقترب من خمسة وأربعين عاماً..
هتلر المفكر
هو الذي ينسب له هذا القول إذا طعنت من الخلف، فاعلم أنك في المقدمة وكذلك لا تستحِ من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه وإذا لم تعلم أين تذهب، فكل الطرق تفي بالغرض, وكلما ارتفع الإنسان، تكاثفت حوله الغيوم والمحن هذه الرؤى تدل على أنه صاحب فكر ورؤية، حيث كثف خبرته في عبارات قليلة مختصرة تفي بإيصال الفكرة.. ويُعد كتابه «كفاحي» من أهم الكتب التي تحدثت عن مبادئ النازية وأفكارها، فقد بدأ في كتابة هذا الكتاب عندما تم سجنه في عام 1923 بعد محاولة انقلابه على السلطة وسجنه بتهمة الخيانة العظمى. وأقوال هتلر لها أثر بالغ على عقول الأشخاص بشأن السياسات التي تدار بها البلدان وكيف استطاع هو حُكم ألمانيا وإحكام قبضته عليها وشن الكثير من الحروب مع كثير من الدول في نفس الوقت..
وهو الذي قال يمكن لأي شخص التعامل مع النصر، ولكن فقط الأقوياء فقط يمكن أن يتحمّلوا الهزيمة وكذلك «إذا انتصرت فليس عليك أن تفسر شيئًا، إذا خسرت فيجب أن تختفي كي لا تحتاج إلا تفسير شيء»..!
العلاقة مع الحكام العرب
تمثَّلت العلاقة بين ألمانيا النازية وحكام العالم العربي في التعاون في نشر الدعاية والمنافسة في بعض الأحيان، حيث بُنيت العلاقات السياسية والعسكرية التعاونية على الأعمال العدائية المشتركة تجاه الأعداء المشتركين، مثل الإمبريالية البريطانية والفرنسية والاستعمار، والشيوعية، والصهيونية. الأساس الآخر لهذا التعاون كان معاداة السامية للنازيين، والتي كانت موضع إعجاب بعض الزعماء العرب والمسلمين، وعلى الأخص الحاج أمين الحسيني وعلى الصعيدين العام والخاص، أدلى هتلر بتصريحات إيجابية عن الإسلام كديانة وأيديولوجية سياسية، واصفاً إياه بأنه شكل أكثر انضباطًا عسكريًا وسياسيًا وعمليًا من الديانة المسيحية، وأثنى على ما اعتبره مهارة النبي محمد في السياسة والقيادة العسكرية، لكن من ناحية أخرى اعتبرت الإيديولوجية العنصرية النازية الرسمية العرب والشمال الإفريقيين عرقاً أقل امتيازاً من الألمان، وهو أمر ردده هتلر وغيره من القادة النازيين للانتقاص منهم ومن لونهم ويقال إنه وصفهم بأوصاف نترفع عن إيرادها..!
معاداة اليهود
عرف بمعاداته للسامية وكرهه الشديد لليهود بمختلف بقاع العالم ونسب إليه حادثة محرقة الهولوكوست الأفران التي كان يلقى فيها اليهود للتخلّص منهم والقضاء على نفوذهم في ألمانيا وأوروبا ويقول عنهم «كلُّ طهارةٍ يدّعيها اليهود، هي ذات طابعٍ خاص، فبُعدُهم عن النظافة البعد كله أمرٌ يصدم النظر منذ أن تقع العين على يهودي، وقد اضطررت لسدِّ أنفي في كلِّ مرّةٍ ألتقي أحد لابسي القفطان، لأنَّ الرائحة التي تنبعث من أردانهم تنمُّ عن العداء المستحكم بينهم وبين الماء والصابون، ولكن قذارتهم المادية ليست شيئاً مذكوراً بالنسبة إلى قذارة نفوسهم».
تقلد أعلى المناصب في ألمانيا
أدولف هتلر Adolf Hitler ولد في الإمبراطورية النمساوية المجرية، وكان زعيم ومؤسس حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني والمعروف باسم الحزب النازي, شغل منصب مستشار الدولة (بالألمانية: Reichskanzler) والفوهرر (بالألمانية: Führer) واختارته مجلة تايم واحدًا من بين مائة شخصية تركت أكبر أثر في تاريخ البشرية في القرن العشرين..
وباعتباره واحدًا من المحاربين القدامى الذين تقلدوا الأوسمة تقديرًا لجهودهم في الحرب العالمية الأولى بجانب ألمانيا، انضم هتلر إلى الحزب النازي في عام 1920 وأصبح زعيمًا له في عام 1921 وبعد سجنه إثر محاولة انقلاب فاشلة قام بها في عام 1923، استطاع هتلر أن يحصل على تأييد الجماهير بتشجيعه لأفكار تأييد القومية ومعاداة الشيوعية والكاريزما (أو الجاذبية) التي يتمتع بها في إلقاء الخطب وفي الدعاية..
في عام 1933 تم تعيينه مستشارًا للبلاد، حيث عمل على إرساء دعائم نظام تحكمه نزعة شمولية وديكتاتورية وفاشية وانتهج هتلر سياسة خارجية لها هدف معلن وهو الاستيلاء على ما أسماه بالمجال الحيوي (بالألمانية: Lebensraum)..
ويُقصد به السيطرة على مناطق معينة لتأمين الوجود لألمانيا النازية وضمان رخائها الاقتصادي وتوجيه موارد الدولة نحو تحقيق هذا الهدف وقد قام الجيش الألماني (فيرماخت) الذي قام هتلر بإعادة بنائه بغزو بولندا في عام 1939 مما أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية، وخلال ثلاث سنوات، احتلت ألمانيا ودول المحور معظم قارة أوروبا، (عدا بريطانيا)، وأجزاء كبيرة من إفريقيا ودول شرق وجنوب شرق آسيا والدول المطلة على المحيط الهادي، وثلث مساحة الاتحاد السوفياتي ومع ذلك، نجحت دول الحلفاء في أن تكون لها الغلبة في النهاية..
وفي عام 1945، نجحت جيوش الحلفاء في اجتياح ألمانيا من جميع جوانبها وحتى سقوط برلين وأثناء الأيام الأخيرة من الحرب، تزوج هتلر من عشيقته إيفا براون بعد قصة حب طويلة, وبعد أقل من يومين، انتحر العشيقان، وتم حرق جثتيهما على بعد أمتار من تقدم الجيش السوفيتي في برلين..
ينظر بعض له بأنه شخصية فريدة في التاريخ الألماني، حاولت تحسين الظروف السياسية والاقتصادية للشعب الألماني في فترة حكمه, وعلى الطرف الآخر، يعتبر مؤرِّخون آخرون أن هتلر واحد من أكثر الشخصيات دموية في التاريخ الحديث, حيث تسببت سياساته في قتل ملايين المدنيين والعسكريين، خلال الحرب العالمية الثانية..
محاكمته بتهمة الخيانة العظمى
حاول هيتلر والحزب النازي القيام بانقلاب كي يستولوا على السلطة ويسيطر على بافاريا والحركة بدأت يوم 8 نوفمبر ليلاً؛ واستمرت لحد ظهر اليوم الثاني في 9 نوفمبر من سنة 1933م وابتدأ الانقلاب عندما أعطى هيتلر أوامره إلى وحدات النخبة النازية فاقتحموا واحد من الأندية المشهورة بجنوب ألمانيا وكان يعقد فيه اجتماعات ومناقشات تناقش فيه الأوضاع السياسية والاجتماعية والأفكار في ألمانيا..
وأعلن أنه شكل حكومة جديدة بمساعدة وتأييد الجنرال لودندورف، وطلب تحت تهديد السلاح كل الموجودين أنهم يدعموه ويساعدوه في الإطاحة بالحكومة الموجودة، وخرج هو وأعضاء الحزب مع وحدات النخبة النازية مسلحين من أجل الإطاحة بالحكومة ويكونوا حكومتهم..
ولكن السلطات الحكومية كانت مستعدة بسبب المعلومات اللي وصلت إليها من المعارضين له والذين هربوا من مقر النادي، وحصلت اشتباكات بين أعضاء الحزب النازي والحكومة وخلصت بمقتل 19 واحداً من الحزب النازي و4 من قوات البافارية وبتفكيك المسيرة والمظاهرة، وتم القبض على هتلر وتم تحويله للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى..
التصقت به تهمه حرق اليهود
دائماً ما يذكر اسم الزعيم النازي هتلر، إلا وتلتصق به جريمة حرق اليهود في أفران الغاز بالآلاف أو ما يطلق عليها محرقة الهولوكوستة وهي عمليه قتل جماعي إجرامي قام بها النظام النازي الألماني ضد اليهود وقت الحرب العالمية الثانية وراح ضحيتها حوالي 6 ملايين يهودي بحسب بعض التقارير اليهودية..
وأخذت العملية شكل منظّم وتمت على خطوات بدأت بالتشنيع باليهود ثم طردهم من الأشغال العامة وبعد ما قامت الحرب العالمية الثانية أخذت العملية شكل إجرامي أكثر بعمل معتقلات جماعية واستعباد اليهود المعتقلين فيها في أعمال شاقة مات بسببها إعداد كبيرة من اليهود..
بعد ما استولى النازيين على شرق أوروبا كونوا وحدات خاصة لقتل اليهود والمعارضين السياسيين بطريقه جماعية وقام النازيون بنقل اليهود بقطارات البضائع لمعسكرات الإبادة وهناك قتلوهم..
ويؤكد عدد من المفكرين أن هتلر يكره اليهود لأسباب مقنعة ومن أهمها تأثيرهم على سيكولوجية الألمان، وهو العامل الأخطر على الإطلاق، فقد زرعوا في الصحافة والإعلام والمسرح والأدب ثقافة الانحطاط الخلقي, فأول مسارح الشذوذ الجنسي كانت في برلين في العشرينيات، وأول العروض الإباحية على يد المؤلفين اليهود «الزنى.. الشذوذ الجنسي.. كل أنواع الهوس الجنسي.. الفن ذو الأخلاق المنحطة» كل هذا تم دفعه وزرعه على يد اليهود..
وقد خلق هذا حالة من الغضب والثورة داخل المجتمع الألماني، وكتبوا كتابات تسخر من المسيحية وتسخر من يسوع وبالطبع استفاد النازيون من هذا الغضب والثورة..
بداية أطماعه التوسعية
مع حصول هتلر على مقاليد الحكم واستلامه لمنصب المستشار، أولى القائد النازي أدولف هتلر جانباً كبيراً من اهتمامه لمسألة بولندا فاتجه خلال شهر يناير 1934 لتوقيع اتفاقية عدم اعتداء معها سرعان ما أغضبت الشارع الألماني الذي ساند النازيين طيلة السنوات الماضية، واستاء لحصول بولندا على مناطق ألمانية، حسب بنود اتفاقية فرساي التي وقعت سنة 1919 عقب نهاية الحرب العالمية الأولى وفي المقابل كان لأدولف هتلر وجهة نظر ثانية، حيث سعى الأخير من خلال اتفاقية عدم الاعتداء لتحييد وإبطال مفعول التحالف العسكري الفرنسي البولندي أملاً في الحصول على الوقت الكافي لإعادة تسليح ألمانيا..
انتهاء الحرب العالمية بهزيمته
في حدود الساعة الرابعة وخمس وأربعين دقيقة صباح يوم 1 سبتمبر1939، عبر نحو 1.5 مليون جندي ألماني مدعومين بألفي طائرة و2500 دبابة الحدود البولندية الألمانية، معلنين بذلك بداية عملية اجتياح بولندا بينما تكفّلت طائرات (سلاح الجو الألماني) بمهمة تدمير المطارات البولندية، وأطلقت الغواصات الألمانية طربيداتها مستهدفة القوات البحرية البولندية ببحر البلطيق..
وخلال نفس ذلك اليوم وجّهت بريطانيا إنذاراً أخيراً لهتلر دعته من خلاله لسحب قواته من بولندا ووقف العدوان، ومع تجاهل القائد النازي لهذا التحذير، أعلنت كل من بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا يوم 3 سبتمبر 1939 ليشهد العالم بداية توسع النزاع الذي استمر لست سنوات متسبباً في مقتل ما لا يقل عن 60 مليون نسمة..
نهاية الحرب وهتلر
في أواخر عام 1944م قام الجيش الأحمر بدفع الجيش الألماني إلى وسط أوروبا بينما في ذلك الحين قام الحلفاء الغربيون بالتوغل والتقدم نحو ألمانيا، وهتلر كان على دراية تامة بهزيمة بلاده واقتراب نهاية الحرب التي لم ولن تكون لمصلحته..
ومع ذلك لم يسمح بالتراجع أو الاستسلام، بل كان يأمل بأن يكون هناك مفاوضات بين الأطراف المتنازعة من ضمنها أمريكا وبريطانيا ولكن ذلك لم يحدث، مما أدى ذلك به إلى الانتحار هو وزوجته معاً، حيث قامت إيفا بابتلاع كبسولة تحتوي على سم السيانيد القاتل بينما قام هتلر بإطلاق عيار ناري من قياس 7.65 مم على نفسه باستخدام مسدس من نوع والثر وذلك في 30 إبريل من عام 1945م..