نتعلم من قصة الفنان العالمي كريستو بأن الأحلام ستتحقق ولو بعد رحيل..
اتخذ طابعاً من الفن فريداً من نوعه ويعتبر استثنائياً, وعصياً على الكثير القيام به, نظرًا لندرته وتكلفته الباهظة من حيث الوقت والمال والجهد.
أخيرًا تحقق حُلمه عقب 60 عامًا, بأن يتم تغليف المَعلم العالمي قوس النصر في باريس, كان يحلم إلى درجة استأجر شقه بالقرب منه!
غُلف قوس النصر بأكثر من 20000 متر من قماش قابل لإعادة التدوير, وكلّف هذا المشروع أكثر من 50 مليون ريال على مَعلم سياحي يبلغ ارتفاعه 50 متر تقريبًا, ولو عدنا إلى تاريخ هذا المبنى, كان بأمر الإمبراطور نابليون بونابرت في القرن 19 ميلادي, إحياء لذكرى الجنود الذين قتلوا في حملاته العسكرية.
لدى كريستو أعمال فنية تشبه عمله الأخير, في أرجاء العالم وبما أننا في فرنسا لن نذهب خارجها, له عمل آخر سيبقى في ذاكرة الباريسيين وهو تغليف جسر لو بون نوف على نهر السين.
تحدثت في احدى المناسبات مع سعادة السفير الفرنسي في السعودية السيد لودوفيك بويّ عن مدى اعجابي عن هذا العمل المغاير, وشاهدت صديقي الفرنسي بيير وصديقي السعودي سلطان الموسى في باريس يشهدون هذا الحدث التاريخي مع الآلآف من الناس, كم كنت حينها أود أن أكون بينهم ولكن الظروف لم تخدمني, وبالمناسبة هذه العملية العالمية ذكرتني بكسوة الكعبة المشرفة, وكيف أن نستبدلها كل عام دون كلل أو ملل.
** **
- فيصل خلف