أ.د.عبدالله بن أحمد الفيفي
نص
لُغَةٌ تَمَطَّرُ مِنْ ذُرَى الأَحلامِ
كالطَّيرِ مِنْ بَدْئِيْ انهَمَتْ لخِتامي
رِيْشٌ يُجَنِّحُ في الجَوانِحِ قَشْعَمًا
فتُحَلِّقُ البازاتُ سِرْبَ حَمامِ
والأُغنِياتُ مُسَوَّماتٌ في الضُّحَى
بِعَواتِقِ الأَوطانِ والأَقوامِ
تَبْنِيْ مَلاحِمَها بِنَبْضٍ وارفٍ
مِنْ دَوْحِ أَلْحانِيْ ورَوْضِ كَلامِي
صَوْتٌ (لِهُومِيرُوسَ) أَسْطَرَ خَيْلَها
في مُلْتَقَى الإِعْرابِ بِالإِعْجامِ
أَبَدًا تُرَتِّلُ في المَعاهِدِ دِيْمَةً
تَرِفَتْ تُعِيْدُ قِراءَةَ الأيَّامِ!
* * *
وإِذا العَواصِفُ أَجْهَشَتْ بِبُروقِها
شَنَّتْ شِفاهَ عُبُوسِها البَسَّامِ
وَسْمًا يَرُوْحُ مَعَ الشُّمُوسِ ويَغْتَدِي
ويَدُوْلُ فَجْرًا مِنْ دُجَى الآلامِ
في البَحْرِ تَسْمَعُ صَمْتَهُ ، وعلى الصَّفَا
يَخْتَطُّ دِيْوانَ السَّماءِ الهامِي
في رَجْفَةِ اليَفَنِ الحَطِيْمِ بِثَلْجِهِ
يُضْرِيْ الفُتُوَّةَ عُنْفُوانَ ضِرامِ!
* * *
ولَقَدْ لَمَحْتُ حُداءَهُ في حالِكٍ
بَطَشَ الظَّلامُ بِهِ بِجِنِّ ظَلامِ
فتَوهَّمَتْ أُذنِيْ بِأَنِّيَ شارِبٌ
مِنْ كَأْسِ آمالِيْ نَهارِيْ الظَّامِي
حتَّى تَكَشَّفَتِ المَعارِجُ : آيَةً
مِنْ شَمْسِهِ تُتْلَى بِبَدْرِ تَمامِ
فشَهِدْتُ أَنَّ مُقامَهُ في كُلِّ ما
شادَ الشَّهِيْدُ .. بِرِحْلَتِي كمُقامي
وهَمَسْتِ: «إِنَّ غَمامَةَ الرُّؤْيا الهَتُوْنَ
بِداخِلِيْ» ؛ فشَرِبْتُ بِئْرَ غَمامِي!