قد لا يكون الوقت المناسب للكتابة ولكن إن لم يكن كذلك فلا داعي لأن تكون ممتناً لها من الأساس.. فهي الشيء الوحيد القادر على تجميع نفسك وتركيبها على هيئة مصطلحات لتدب الطمأنينة بداخلنا.. الكتابة وحدها المسوؤلة عن ققزات روحك المتسرعة وعن نحيب قلبك المتألم وعن ذلك الموجود أسفل صدورنا لانعلم ماهيته لكنها الوحيدة التي تفسره بطريقتها وتعيد إليه المعنى والحياة من جديد..
لو لم تكن كذلك لما كانت الملجأ الوحيد لكل كاتب وشاعر ولكل حزين وعاشق بعيد.. هي وثاق الحب ومنبع الشعور الحي ورباطه الأبدي بعقد حرفي صادق بلا كذب ولا تزييف،، هي الحلم العالي الذي لطالما حلمنا أن نطيله بكل عتاد الكلمات ومخزونها..
لقد كانت دائمًا للعاجز إلهام وبصيرة،، وللعاشق فضفضته الحسية،، وللقارئ في نسخ الكلمة وحفظها،، ولذلك البعيد في أزمنة الماضي البعيدة..
تقول الكاتبة والأديبة: أحلام مستغانمي (ما يؤلمنا نكتبه ولا نقوله.. الكتابة اعتراف صامت)
لا أحد ينفر منها إلا ذلك الخجول من نفسه القابع تحت سيطرة الحروف وقمع السطور.. أكتب أي شيء دوّن يومياتك أفراحك وأتعابك لا تجعل الخجل عائقاً يحول بينك وبينها صافحها في كل يوم وأجعلها عادة دائمة..
أكتب إنجازاتك وخططك وأهدافك، وحدها الكتابة القادرة على ترتيب يومك ولملمة شتات ذاتك..
كل أولئك الذين يملكون القدرة على الكتابة هم الأشجع والأصدق دائماً لأنهم جعلوا منها جيشهم الوحيد الذي سيحقق لهم نصر الشعور الدفين ورفع راية النصر والتحليق بالقلم الصادق بكل فخر وعزة..!!
** **
- وفاء آل منصور