من الإفرازات الثقافية التي خرجت إبان أزمة كورونا ظهور بعض دور النشر في التسابق لفتح شهية المؤلفين في استنطاق إبداعهم وبحوثهم وفتح شهيتهم في إخراج مؤلفاتهم إلى النور وخروجها بكل يسر وسهولة.
وقد تم ذلك من خلال بساطة العروض المقدمة وتحفيز الكثير في النشر حتى بات الكتاب ونشره كأنه وجبة يومية سريعة الحضور بسيطة القيمة، تسد رمق المتعطشين في نشر إبداعاتهم.
كل ذلك لا أرى حرجاً ولا غضاضة في أن ذلك يمثل بعداً ومساراً ثقافياً ينعش حركة الطباعة والنشر ويسهم في دعم خروج الكثير من الإبداعات المغلقة التي واجهت صعوبات ماضية في نشرها.
والواقع المكشوف ينبئ عن وجود تشابه وتلاق بين هذه الدور وبعض إصدارات الأندية الأدبية التي اتجه بعضها إلى دور نشر خارجية تطبع وتسوق وتنشر الكتاب، إلا أن الفارق أن هذه الدور المتاحة بمبالغ بسيطة هيأت الفرصة والتشجيع لطبع الإنتاج بسعر رمزي، وبعض الأندية اقتصرت على جانب العلاقة في النشر أو تحرص على النشر للأسماء الأكاديمية والمعروفة إعلامياً.
ونشر الكتاب وإجراءات الحصول على الموافقة من جهات الاختصاص يمر بسهولة وبقدرة نوعية، لكنني كنت أتمنى من وزارتي الثقافة والإعلام أن تقفا على قراءة ما ينشر حول جودة الأعمال بكافة تخصصاتها ومستوى ما يرتقي له من أعمال تخص المنتج الثقافي السعودي المقدم على شكل مستوى نقيم فيه من خلال مسيرتنا الثقافية التي نعتز بها ونتشرف يما قدمت من قفزات في المؤسسات الثقافية والإصدارات والمطبوعات ولعل قوة الشراء للكتب وانتشار المعارض التي تعزز من ذلك كفيلة بأن تضع تجربتنا في ميزان أن تشترط على أن المنتج المقدم يتلاءم مع هذه القفزات والإنجازات التي تتحقق من خلال رؤية وطنية وتنمية مستدامة.
أرى أن الحاجة قائمة في وجود جهة تحكم المنتج المقدم للنشر، رغم أن ذلك لا يتعارض مع سقف الحرية المتاحة، بل يعزز من الدور التكاملي بالمحافظة على المنتج الذي يرى النور لأنه يمثل ثقافتنا وهويتنا وينعكس على تاريخنا الثقافي.
** **
- عبدالله سليمان السحيمي
E-Mail: Alsuhaymi37@gmail.com
Twitter: @Alsuhaymi37