ميسون أبو بكر
كبرنا مع هذا الوطن، عشنا أيامه بطولها وعرضها، نبتنا كالخزامى حينا وسافرنا
كريح صحرائه أحايين كثيرة
حلمنا ثم كبرت أحلامنا معه
رسمناها على واحات نخله ومع موجه وعلى بساط رمله، ومنقوشة على جباله وصخوره التي سبقتنا إليها حضارات خطت مجدها وأنفاسها ثم مضت.
بأمن كبر أولادنا داخل منازل لم نغلق أبوابها، أماننا هذا الوطن، وفخرنا هو، أتذكر حين كنت أدرس أبنائي التاريخ كانت تغرورق عيناي بالدموع وأنا أقرأ بفخر قصة رجل عظيم وقف على مشارف الرياض واعدا بالعودة، ثم عاد مع جنده وآماله موحدا فاتحا مدن استعصت على الزمان وامتدت عبر المكان.
لم تكن الحياة حين بدأتها هنا قبل أكثر من ثلاثين عاما سهلة على امرأة مثلي قادمة من مسرح شكسبير في طفولتها، ومنصة الموسيقى كمايسترو لفرقة المدرسة الموسيقية، وصالات الجمباز في المرحلة الابتدائية والمتوسطة، لكنني عشقت هذا البلد حتى صار وطني، وعشت به كما أحب أن أكون، وتوحدت مع ثقافته وسياسته وأهله الكرام فصاروا أهلي، وأصبحت زائرة بعد ذلك على أمي وإخوتي في الدم، حتى لهجتي توحدت مع نجد التي أدمنتها وصارت لي أما ودارا أهرع إليها بعد سفر قصير.
كنت حلمت أن يكبر جناحيّ وأن أحلق أنا والأخريات في سماء هذا الوطن، أن يتسع الفضاء لأحلامنا، مبدعات من كل صوب وفي كل بستان وحقل، وشاعرات نقف على منابره بعز، وكاتبات تنطلق حروفهن لتعانق الشمس، فجاء العظيم ابن العظيم وحقق الأماني وذلّل الصعاب ورسم الشعب كجبال طويق العظيمة ومنحنا من الحياة والسعادة والأماني حتى انتصبت قامتنا وفوق هام السحب سكنّا.
كم هو عذب هذا الوطن، ربوت بين أحضانه وعشت اليوم لأراه أعظم الأوطان وأعذب الألحان وباسمه نحيا وله أرواحنا فداء.
الأماني والأحلام العصية عن التخيل صارت واقعا، ونبضنا إيقاع نشيد خالد يهتف فينا سارعي للمجد والعلياء .. عاش المليك للعلم والوطن.
يا حمى الله أبانا سلمان وسنده ولي عهده الأمير محمد رائد التغيير العالمي.
يا حفظ الله هذه البلاد التي لنا في قادتها أب وأخ وسند، وفي دربها الصديق والأنيس والجار العذب والصديق الصدوق ورفيق درب.