عثمان أبوبكر مالي
تعد مباراة ديربي (جدة) الغربية (وهو الاسم الذي اصطلح على إطلاقه على مباريات فريقين من مدينة واحدة) أكبر وأعرق وأقوى ديربي في الكرة السعودية، وهو الديربي الأقدم ويصنف على أنه الأكثر حضوراً وجماهيرية ومشاهدة من بين كل الديربيات السعودية الأخرى، الجولة السابعة من دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين تتجدد فيها مواجهة الديربي واللقاء المنتظر بين الفريقين الكبيرين (الاتحاد والأهلي).
المواجهة التي جاءت مبكراً (نسبيا) لن تختلف عن سابقاتها من حيث الحضور الجماهيري رغم النسبة المحدده (بسبب احترازات كوفيد19) ولا من حيث الأداء والمستوى والآمال التي يعلقها جمهور كل نادٍ على فريقه، لكن هذا الديربي سيكون فيه (إضافات) مهمة وخطيرة، قد تؤثر في مسيرة الخاسر منهما ومستقبله في الدوري، وسيكون أيضاً بمنزلة (اختبار عملي) نشاهده خلال التسعين دقيقة؛ اختبار قبل المباراة وأثنائها وبعدها أيضا.
قبل المباراة سيكون الاختبار لإدارتي الناديين وعملهما وكيفية إعداد وتجهيز الفريق ولاعبيه للمواجهة الأقوى والأهم في مسيرتهما في الدوري..
بالنسبة للأهلي الواضح فشل العمل الإداري -حتى الآن- من بدايته، من حيث الإعداد للموسم (المعسكر) واختيار الجهاز الفني (المدرب) وبعض اللاعبين المحترفين (مثل باولينهو)، وكان من نتاج ذلك أن الفريق لم يحقق الفوز في أي مباراة حتى الآن، بعد ست جولات محققاً خمس نقاط من تعادلات وخسارة أولى أمام الفيحاء في الجولة الماضية، ولم يوفق حتى الآن مدربه الجديد (سبينك هاسي) في وضع (شكل فني) للفريق يظهر من خلاله في المباريات التي خاضها، وليس له (بصمة) تذكر، وأداء الفريق بلا لون ولا طعم ولا يمت بصلة للأداء المنتظر والمعروف عن (الراقي) مما يهدد مستقبل استمراره، وقد تكون المباراة (تأشيرة) خروج نهائي له.
وبالنسبة للاعبي الفريق ينتظر جمهورهم أن تكون مباراة (المصالحة) وبداية العودة ومسح الصورة المرسومة في الجولات الماضية لنسيانها، وذلك يتطلب مستوى أكبر وتركيز وعطاء ومجهود مضاعف أكثر من المباريات الماضية من كل الأسماء الأساسية والاحتياط.
أما الاتحاد فالعمل الإداري أيضاً سيكون تحت المحك بعد الفشل الواضح في مباراة الجولة الماضية وعدم استطاعته إخراج اللاعبين من (نشوة) الفوز في الجولة الخامسة والاسترخاء وفقدان التركيز الواضح الذي صاحب الأداء أمام التعاون.
أما مدرب الفريق الجديد (كوزمين كونترا) الذي كانت بدايته قوية في أول مباراتين لعبهما أمام أبها (6 - 1) وأمام النصر (3 - 1) لم يقدم ولم يقنع في المباراة الثالثة له، وخسر بالتعادل (1 - 1) على أرضه وبين جماهيره المحتشدة في الجوهرة، مما أوجد مخاوف كبيرة لدى جماهيره من أن تكون أول مباراتين له ليستا سوى (فورة) مؤقتة ونتاج تغيير الجهاز الفني، وخصوصاً أن المباراة شابها أخطاء فنية كبيرة في التشكيل والأداء والتدخل الفني (التغييرات) مع استمرار أو عودة الأخطاء (الفردية) لبعض اللاعبين وأهمها إهدار الفرص السهلة والإناية المفرطة، لذلك ستكون المباراة اختباراً حقيقياً لقدرات المدرب ومدى فهمه للفريق وتعرفه على لاعبيه، مع ملاحظة أنه لا يمكن الحكم عليه حالياً، عكس منافسه (هاسي) الذي بدأ مع الفريق وشارك في اختيار أجانبه وبرنامج إعداده (المعسكر).
هناك اختبار آخر ستشهده المباراة هو لجماهيرهما في المدرجات، ليس من حيث الحضور (القليل أساساً) بحكم الاحترازات، حيث سيبلغ حضورها حسب سعة الملعب نحو 18 ألف مشجع فقط (من الجانبين)إنما الاختبار سيكون من ناحية الانضباط والتقيد والالتزام وعدم تكرار الخروج وارتكاب المخالفات وأهمها (رمي قوارير المياه) خاصة جماهير الاتحاد التي عليها إنذار أخير بحرمانها من حضور مباراة لفريقها في المدرج في حالة تكرار خروجها، وهو ما لا يتمناه أي رياضي حقيقي لهذا الجمهور الذي يعد (رقم واحد) في مدرجات ملاعب دورينا جميعها.
كل الأمنيات أن يقدم الفريقان مستوى وأداء يليق بهما وبالعودة إلى الملعب (العريق) في افتتاحه الجديد.
كلام مشفر
« اختبار رابع ستشهده المباراة هو اختبار الطاقم التحكيمي المحلي الذي سيدير المباراة، وبالرغم من أن الكثيرين يتفقون على عدم وجود (طاقم محلي) في مستوى المباريات الكبيرة، بما في ذلك حكام النخبة، يبقى العشم في أن يكون الطاقم المختار في مستوى المسؤولية والقدرة على إدارة المباراة والخروج بها إلى بر الأمان.
« من السذاجة والتسطيح اعتبار عدم طلب حكام أجانب لمباراة مهمة - من أي فريق- يعني ضرورة القبول بالأخطاء التي يرتكبها الطاقم المحلي وعدم انتقاده(!!) فالأصل في التحكيم هو (العدالة) والمساواة والإنصاف، وأفضل الحكام أعدلهم وأقلهم أخطاء.