الجزيرة - الشارقة:
خلال جلسة مصاحبة لفعاليات «الدولي للاتصال الحكومي 2021»، أجمع رؤساء تحرير وإعلاميون على ضرورة الدمج بين الوسائل التقليدية والأدوات الحديثة للصحافة من أجل ضمان الاستمرارية، والخروج بمحتوى أكثر مهنية واحترافية، وتوسيع دائرة انتشار المحتوى، والوصول إلى مختلف الفئات المستهدفة.
جاء ذلك خلال جلسة خاصة ضمن فعاليات اليوم الثاني من الدورة العاشرة للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2021، جمعت رؤساء تحرير صحف ومواقع إخبارية إلكترونية وإعلاميين، تحت عنوان «ملتقى رؤساء التحرير.. إلى أين تتجه الصحافة اليوم؟» أدارها الإعلامي مروان الحل من مؤسسة دبي للإعلام.
وأكد المشاركون أنّ الصحافة الورقيّة، وإن كانت تواجه تحديات تتمثل في قلة القرّاء وضعف الإعلانات التجارية، إلا أنّها تتمتع بالمهنية والمصداقية، ومن الضروري جداً أن تواكب تطورات التكنولوجيا الحديثة، واستغلال مختلف أدوات ووسائل التواصل الاجتماعي لتوسيع دائرة انتشارها، وتعزيز جودة المحتوى والمضمون الموجه نحو القارئ والمتلقي.
تحديات الصحافة
وقال عبد الهادي الناجي رئيس اتحاد الصحفيين الرياضيين المغاربة: «التحديات التي تواجه الصحافة في وقتنا الراهن تتمثل في تحدي ضعف القراءة التي نعاني منها في بلادنا، وليس ضعف الصحافة ذاتها، إلى جانب ضعف الكفاءات المهنية التي يمكن لها أن تصنع محتوى جيّدا ويمس اهتمامات المتلقي، ولا بدّ من تكثيف الجهود لمعالجة هذه الأزمات».
بدوره أكد أكرم القصاص رئيس مجلس الإدارة ورئيس تحرير موقع «اليوم السابع» المصري أن الصحافة كانت دائماً تحت المجهر، وهي تعيش تحديات مستمرة ومتواصلة، ولكن لا ترقى إلى درجة الأزمة الخطيرة، وهذا لا ينطبق فقط على الصحافة المكتوبة، بل التلفاز على سبيل المثال أيضاً يواجه تحديات، من هذا المنطق فإن تطوير المضمون والقوالب والأشكال الصحفية، ومواكبة التطورات يسهم في تكيّف الصحافة المكتوبة مع الواقع الحديث، وبالتالي تجاوز أي تحديات مهما كانت صعبة.
ثلاث أزمات
وأشار مدير تحرير صحيفة النهار اللبنانية غسان حجار، إلى أن الصحف اليوم باتت أقرب لأن تكون لفئة معينة دون أخرى، وتتمثل هذه الفئة بكبار السن، فالجيل الشاب يتوجه للمنصات الحديثة بسبب السرعة والإثارة، موضحاً أن الصحافة هي واحدة سواء كانت مقروءة أم مرئية أم مسموعة، والأزمات التي تواجهها الصحافة اليوم تتمثل في ثلاث أزمات، وهي: أزمة الطباعة، وتجسّدت بشكل أكبر في زمن كوفيد-19، وأزمة القارئ، الذي تغيّرت نوعيته واهتماماته، وأخيراً أزمة المحتوى والمضمون، وهي الأخطر، إذ لا بدّ للصحافة المهنية أن تواكب تطلعات واهتمامات المتلقين، إلى جانب تطوير جودة المحتوى وكفاءته.
وشهدت الجلسة مداخلات من إعلاميين ومقدمي برامج تلفزيونية، اتفقوا جميعاً على ضرورة مواكبة أحدث أدوات التواصل الاجتماعي وتسخيرها لخدمة وسائل الإعلام التقليدية ومدى انتشارها، وتعزيز المضمون ومواجهة المحتوى الضعيف والزائف وغير المهني.