د.عبدالعزيز الجار الله
تأسست الدولة السعودية الأولى عام 1744م، والدولة السعودية الثانية بدأت الفترة الأولى عام 1819، والفترة الثانية 1824م، وتوحدت المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبدالعزيز يرحمه الله عام 1932م، يرحم الله ملوك الدولة جميعاً، رحلة التوحيد والتأسيس امتدت من عام 1744 وحتى التوحيد الشامل عام 1932م.
إذن رحلة بدأت من زمن مبكّر حوالي منتصف القرن الثامن عشر الميلادي، وكأن الإمام محمد بن سعود رسمها مبكراً ثم الإمام تركي بن عبدالله، وجاء الملك عبدالعزيز ليثبتها ويعمل على استقرارها على أرض الواقع وتعترف بها الأمم المتحدة ودول العالم بحدودها السابقة والحالية من الغرب البحر الأحمر، ومن الجنوب نهاية جبال السعودية وشمال اليمن، ورمال الربع الخالي السعودي وجنوب اليمن وعمان، ومن الشرق الخليج العربي ودول الكويت والبحرين وقطر والإمارات وعمان، أما من الشمال الكويت والعراق والأردن.
كانت الدولة العثمانية قبل توحيد المملكة تسيطر على جميع الدول الحدودية المحيطة بنا، واسطنبول الدولة العثمانية كانت لا تتوقف تضغط على سواحلنا، البحر الأحمر والخليج العربي، محاولة منها مد نفوذها على الحرمين الشريفين اللذين يعطيانها شرعية تبعية الدول الإسلامية للإمبراطورية العثمانية، والسيطرة على ملاحة البحر الأحمر وبحر العرب وبحر عمان والخليج العربي، ثم ورث الاستعمار الأوربي بعد عام 1922م جميع الدول التي كانت تحت التبعية العثمانية، وأصبحت بريطانيا دولة جوار محيطة بالجزيرة العربية من خلال انتدابها واستعمار دول الطوق الحالية المحيط بالمملكة، لكن إرادة الله ثم الحالم لدولتنا الذي حافظ على حضوره وعون الله ومباركته في جميع مراحل التأسيس، استطاع الملك عبدالعزيز كسر طوق المستعمر والطامع وأسس الدولة في ظروف صعبة، فكانت بريطانيا هي الدولة العظمى في منطقة الشرق الأوسط والعالم زمن التأسيس، قبل أن تخلفها أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية 1945 في قيادة العالم.
لذا تعامل الملك عبدالعزيز بحذر للمحافظة على إرث دولتنا التي تعود لعام 1744م، وأيضاً الحرص الشديد على توحيد أقاليم الجزيرة العربية في دولة واحدة مساحتها نحو مليوني كيلومتر مربع، تشكل 70% من مساحة شبه الجزيرة العربية، حقق الله لقيادة هذه الأرض الطاهرة وشعبها جميع التطلعات.