عثمان بن حمد أباالخيل
الزواج الصحي له أهمية كبيرة في رفع الوعي مجتمعياً بأهمية إجراء الفحص المقرر قبل الزواج عن أمراض الدم الوراثية والأمراض المعدية والحد من انتشارها، تكوين أسرة سليمة وإنجاب أبناء أصحاء بإذن الله. والزواج الصحي حسب تعريف وزارة الصحة هو (حالة التوافق والانسجام بين الزوجين من النواحي الصحية والنفسية والبدنية والاجتماعية والشرعية بهدف تكوين أسرة سليمة وإنجاب أبناء أصحاء). وعلى هذا فإن أركان الزواج الصحي واضحة لكنها غير معروفة عند معظم أولياء أمور المتزوجين من الذكور والإناث. ليس لدي أدنى شك ان المقبلين على الزواج يسعون إلى الحصول على فحص قبل الزواج، السؤال الذي يطرح هل هذا الفحص ملزم بمعنى هل مأذون الأنكحة إذا كان هناك ملاحظة او ملاحظات من الجهة الصادر منها فحص ما قبل الزواج لا يقوم بإتمام إجراءات عقد الزواج.
فحص ما قبل الزواج لا يتضمن متطلبات الزواج الصحي الخمسة وهي الحالة الصحية والنفسية والبدنية والاجتماعية والشرعية. فهو قاصر على الفحص الطبي. من المسؤول عن بقية اركان الزواج الصحي؟ الفحص الطبي باختصار هو معرفة وجود الإصابة لصفة بعض أمراض الدم الوراثية (فقر الدم المنجلي والثلاسيميا) وبعض الأمراض العدية، الالتهاب الكبدي الفيروسي ب، الالتهاب الكبد الفيروسي ج، نقص المناعة المكتسب (الإيدز). ماذا عن فيروس سي، ماذا عن تعاطي الحشيش الذي لا يظهر في تحاليل الزواج حيث إن متعاطي الحشيش يمكنه التوقف عن تعاطيه لمدة ثلاثة ايام وبالتالي لا يظهر في فحص البول. من المسؤول عن الزواج الصحي؟. أرى أن يكون هناك عدة شهادات تصدر من جهات حكومية وهي شهادة الحالة النفسية (ذكر وانثى)، كذلك شهادة الحالة العقلية وأخرى شهادة حالة الإدمان.
نجاح الزواج ليس بالأمر السهل فهناك عوامل رئيسية ومنها التفاهم والانسجام بين الزوج وزوجته كذاك الاحترام فإذا انعدم الاحترام انهار سقف الزوجية، الثقة بين الزوجية مصدر الراحة والانسجام وبدون الثقة ينقطع حبل الود. يمكننا ان نلخص الزواج الناجح بثلاث كلمات المودة والرحمة والسكينة مصداقا لقوله تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم 21). الزوج البخيل من أسوأ ما يمكن أن تبتلى به المرأة في حياتها حيث تتحول حياتها إلى جحيم لا يطاق فلا تزوج ابنتك بخيلاً. الزوج الموسوس وهذا عامل هدم للحياة الزوجية وهو مرض نفسي فيه يُصاب المريض بالقلق والتوتر ويحول عش الزوجية إلى عش مخيف متوتر.
إنها دعوة لأولياء الأمور في تحمّل مسؤولية الوصول إلى هدف تنفيذ متطلبات الزواج الصحي قبل عقد القِران كذلك التثبت من عدم تعاطي الحشيش والمخدرات والابتعاد عن الزوج البخيل إلى بر الأمان. إنها مسؤولية كبيرة فلا تتعجلوا في الموافقة على الزواج فالوقت معكم يسعف الإنسان حين يريد التحقق من الزواج الصحي بكل أركانه. في مجتمعنا وبنسبة مئوية كبيرة تقع مسؤولية اختيار الزوج على ولي الأمر الذي لنْ يتردد في اختيار الزوج المناسب لابنته لكن معايير الاختيار ربما تختلف بين الناس. فعن أبي حاتم المزني -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد). أتمنى أن يكون الفحص الطبي ملزماً حين تكون النتيجة والتحاليل غير سليمة.