يقول أبو الفتح البستي:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
فطالما استعبد الإنسان إحسان
إن من أكبر النعم على الإنسان أن يهب الله له ذرية صالحة تكون له فخرا بالحياة، وذخرا له بعد الوفاة.
وبعد صلاة الفجر من يوم الاثنين 6 / 2 / 4314هـ الموافق 13 / 9 / 2021م فاجأني الابن البار عبدالعزيز بوفاة والده صديق الجميع الأستاذ راشد بن عبدالعزيز بن علي الغفيلي -رحمه الله-، ولم ينس الإحسان إلى أبيه رغم شدة الصدمة، وأشعَرَ بجوال والده جميع أصدقائه ومحبيه، وذكرهم بالدعاء له، وهكذا يكون البر، والشبل من ذاك الأسد وجزاه الله خيرا!
وعملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اذكروا محاسن موتاكم، وكفوا عن مساوئهم).
وإحساسا بهذا فإنني أذكر نفسي ومحبي أبي هلا وعارفي فضله من الرجال والنساء بما يلي:
أولاً: ولادته: ولد في 1 / 7 / 1376هـ، أولاده: ابنه عبدالعزيز، وخمس بنات، وله خمس أخوات، وعدد إخوانه 12، وهم: علي – عبدالله – حمود – محمد- خالد – سعود – عمر – فهد – أحمد – منصور – عبدالمحسن - رحمه الله - صالح - رحمه الله -.
ثانياً: مزايا ومبشرات لأبي هلا تذكر فتشكر ومنها:
1– من البشائر محبة الخالق والخلق للإنسان، وفور وفاته وصلتني رسالة بالجوال قبل الشروق من ابنه البار عبدالعزيز. وبعد الشروق توالت علي الرسائل بالجوال من إخوة نبلاء يعرفون للفقيد خلقه وقدره، وهم الصديق الوفي الأستاذ ناصر الصقعبي، وابن عمتي العزيز صالح المحمد، وابن خالي الكريم عبدالله العقل -جزاهم الله خيرا-، وورد بالحديث: (أنتم شهداء الله في الأرض، والملائكة شهداء الله في السماء). وهنيئا لأبي هلا هذه البشائر!.
2- أخلاقه وصلته للرحم: إن العرق دساس وأبو هلا ينتسب إلى قبيلة الغفيلي وهي من الأسر الكريمة بمدينة الرس، وبرز منهم رجال ونساء -أحسب- أنهم يتميزون بالعدل والإحسان، ويتسابقون إلى التعاون على البر والتقوى، ولا أزكي على الله أحدا. وله مزايا لن تنسى، ومنها:
1- أحسبه يتميز بقلب سليم وعقل حكيم، وعيناه تتكلمان عما في قلبه قبل لسانه، والبشاشة واللطافة ديدنه مع الجميع، وقلب المرء هو دليله.
2- بره بوالدته واستقراره بعد تقاعده عندها بمدينة الرس.
3- صلته القوية والمستديمة بإخوانه وأخواته وأقربائه وأرحامه بالأعياد والمواعيد الأسبوعية والشهرية ومنذ سنين طويلة.
4- نبله وشد أزره لأخيه عبدالله، وهذه صلة لن تنسى ولا تبارى، وخاصة بعد تقاعد أخيه ومرضه حيث لازمه ملازمة الظل للظل.
وكان أخوه عبدالله يأوي إليه عند قدومه للرياض، ورنين الهاتف أولا والجوال ثانيا لن أنساه عند زيارتهما لي ولمن يحبون.
وماذا أقول عن أبي هلا والمساحة محدودة؟!
ثالثا: وبعد وردا لجمائله وإحسانه فإن أبا هلا يريد ألا ننساه من أمرين هما:
أ: ديمومة الدعاء كما ورد بالحديث: (مامن مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك الموكل: ولك بمثل ذلك).
ب: كثرة الاستغفار له ففي الحديث: (من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة). والدعاء والاستغفار للميت والحي بهما أجر وخير كثير، ونسأل الله تعالى أن يجمعنا مع فقيدنا وحبيبنا أبا هلا ومن نحب في الفردوس الأعلى من الجنة. آمين..
** **
- صالح بن منصور الصالح الضلعان