ونحن نحتفل بذكرى اليوم الوطني الـ91 للمملكة، وما تحمله هذه الذكرى الغالية على قلب كل سعودي، والتي تبرز صفحات مشرقة لملحمة كفاح بطولية قادها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيّب الله ثراه- من أجل توحيد المملكة وتأسيس كيان شامخ البنيان راسخ الأركان، فإننا ندرك أننا نقف أمام نموذج للدولة العصرية الحديثة، وصوت مسموع للحكمة والاعتدال، وقوة اقتصادية ضمن أقوى اقتصادات العالم.
وفي هذه المناسبة نتوجه لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- وللشعب السعودي الكريم بأصدق آيات التهاني والتبريكات.
وتُعتبر ذكرى اليوم الوطني مناسبةً تدعونا للتوقف والتأمل فيما حققته المملكة من منجزات ومشروعات عملاقة امتدت إلى العالم أجمع، ومرور خمسة أعوام على انطلاق رؤية السعودية 2030، والتي أصدرت العديد من المشاريع والبرامج والمبادرات التنموية الطموحة، وكان آخرها برنامج «تنمية الموارد البشرية» الذي أطلقه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والذي يُمثِّل إستراتيجية وطنية تستهدف تعزيز تنافسية القدرات البشرية الوطنية محلياً وعالمياً، ليكون المواطن مستعداً لسوق العمل الحالي والمستقبلي بقدرات وطموح ينافس العالم، من خلال تعزيز القيم وتطوير المهارات الأساسية ومهارات المستقبل، وتنمية المعرفة.
وكما أشار سموه فإن البرنامج يتضمن 89 مبادرة تستهدف تحقيق 16 هدفاً إستراتيجياً من أهداف رؤية السعودية 2030؛ إذ إن رأس المال البشري هو العنصر الأهم في معادلة الاقتصاد، حيث تولي الدول المتقدمة لهذا العنصر أهمية قصوى باعتباره حجر الزاوية في تحقيق التنمية وسيادة الاقتصاد العالمي وتقدمه، وبلوغ درجة أعلى في تنافسية اقتصادها على المستوى الدولي.
وبما أن البرنامج يعتمد في الأساس على التعليم مدى الحياة، بما يعزِّز المهارات ومراكمتها، وتمكين القوى العاملة من تحقيق التكامل من خلال الخبرات في مجال العمل والاطلاع على كل جديد، إضافة إلى القدرة على مواجهة التحديات بما يعزِّز نمو قطاع الأعمال السعودي، ورفع المهارة على التكيّف مع الظروف المختلفة، فإن بناء مهارات التعليم المستمر والمهارات المهنية مبكراً يجعل تنافسية القوى العاملة الوطنية عالية، مما يعزِّز كفاءة الاقتصاد لاستقطاب أكبر للاستثمارات وتدفق الأموال للسوق في المملكة، إضافة إلى أنه يعزِّز ظروف حياة أفضل للمواطنين واستفادة الاقتصاد بصورة أكبر من الاستثمارات المحلية والعالمية.
ونؤمن أن صناعة بناء الإنسان وتطوير قدراته تحفز لمزيد من الإنتاج والعطاء في مختلف المجالات، وبما يتوافر لدينا من موارد طبيعية وبشرية، وقيادة حكيمة حريصة على بناء الإنسان السعودي وتطويره، فلا بد أن يحقق مثل هذا البرنامج النوعي الطموح غاياته وأهدافه، لنكتب صفحة جديدة في صفحات كتاب الوطن، وفصل آخر من فصول التحول الوطني الذي يجعل المملكة ومواطنيها أكثر ابتكاراً وتأثيراً على الصعيد الدولي.
** **
- أحمد غازي درويش