يظل اليوم الوطني قصة خالدة لقائد فذ تتناقلها الأجيال جيلا تلو الاخر، نحكيها بفخر واعتزاز، ونرويها بحب وولاء، فلم يكن ذاك اليوم قبل 91 عاما نبراسا مضيئا للمملكة فقط، بل عمت رسالته الإنسانية جميعها بضيائه، يوم حمل فيه الموحد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود «طيب الله ثراه» مشاعل النور لينير للإنسانية طرقها، وينهض بأمته ليصوب لها وجهتها لتلحق بركب الحضارة، ومواكب المدنية، وعجلة التطور، مثل ذاك اليوم في تاريخ البشرية نادراً لا يتكرر، ومثل ذلك الرجل الاستثنائي العظيم معدودون في تاريخ البشرية.
إن اليوم الوطني لتوحيد المملكة مناسبة للتأمل، نسترجع من خلالها مسيرة النهضة الشاملة التي نعيشها واقعاً، شواهدها حاضرة وماثلة في كل مكان، يعيشها المواطن ويلمسها في كافة مناحي الحياة، نهضة شيدها الملك الموحد، وتعهدها أبناؤه البررة من بعده على أسس صلبة، وقيم راسخة، جوهرها عقيدة التوحيد التي جمعت الشتات تحت راية الحق والعدل والاخاء والمساواة، راية لا إله الا الله، لتصبح المملكة دولة عصرية تحتل مكانتها بين دول العالم الأول الأكثر تقدما وحداثة ومدنية، وترتفع هامات أبنائها فخرا واعتزازا، بفضل ما شيدوه من إنجازات يجب علينا أن نفخر بها.
حقاً «هي لنا دار» شعار جامع وملهم يختصر أبلغ المعاني والكلمات، ويؤجج المشاعر، ويلهب الحماس الوطني، هي لنا دار ومستقر ومأوى، هي لنا دار عز ورخاء ونماء، فيها نحيا ولأجلها نموت، لتظل هي عزيزة أبد الدهر، خفاقة عالية بين الامم، مرفوعة هاماتها، عالية صواريها، «هي لنا دار» نحتفي بيومها الوطني العظيم استذكارا وافتخارا بقيم التفاني والإخلاص والولاء والانتماء والتلاحم والإخاء المتجذرة في نفوس أبناء المملكة الذين يجودون بأرواحهم على الحدود في ساحات البطولة والشرف وميادين الواجب دفاعاً عن حياض الدين، وكبرياء الوطن، وحمايةِ أمنه واستقراره الراسخ، إن ما تحقق على أيادي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان «أطال الله في عمرهما» من إنجازات هي شواهد سامقة يتم تصديرها إلى الأجيال القادمة التي ستنعم بالرخاء بفضل عطاءات قادة نذروا أنفسهم لخدمة أبناء الوطن.
تأتي ذكرى اليوم الوطني الـ91، وقد تجاوزت المملكة تداعيات جائحة كورونا، وعززت من ترسيخ قيمها الإنسانية، وتأثيرها كقوة فاعلة رئيسية تحتل مكانتها في صدارة عالم اليوم، وتقود منطقتها وأمتها الى النهوض والتعافي، وتقدم إلى العالم نموذجاً فريداً للانطلاق تجسد في رؤية المملكة 2030 التي جاءت لتضع أركاناً وأسساً جديدة لانطلاقة اقتصادية قوية، وتحقيق تنمية شاملةِ مستدامة، وركزت بدعم ورعاية سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود «أطال الله عمره»، وبتوجيه ومتابعة من سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود» حفظه الله» على أهمية وحيوية الدور الذي يقوم به قطاع المقاولات، في دعم خيارات التنمية الاقتصادية، و إتاحة الفرص أمام قطاع البناء والتشييد ليتسنى له القيام بدوره المنوط به والمأمول منه في الاقتصاد الوطني والنهوض بالبنية التحتية التي تعد الركيزة الأساسية للمشاريع الاقتصادية الضخمة.
وإني انتهز ذكرى اليوم الوطني كي اشيد بدور المملكة في تمكين قطاع الأعمال الوطني من المساهمة في تحقيق أهداف رؤية 2030 وتحفيز النمو الاقتصادي لتوفير مزيد من فرص العمل والاستفادة من الفرص الاستثمارية الكبيرة التي تزخر بها بلادنا وتوفرها لنا حكومتنا الرشيدة وهو ما يمثل قوة دفع ودعم للاقتصاد الوطني.
ولا يسعني في الختام إلا أن أحمد الله على ما منّ به على بلادنا الغالية من نعمة الأمن والأمان، وأن أرفع بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن مجموعة شركات البواني ومنسوبيها أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى القيادة الرشيدة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز «حفظهما الله ورعاهما وأدام عزهما»، وإلى شعبنا السعودي الأبي الكريم وحكومتنا الرشيدة، داعياً الله أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان والاستقرار والازدهار، ودام عزك يا وطن.
** **
المهندس فخر بن عبد المعين الشواف - الرئيس التنفيذي مجموعة البواني القابضة