تحتفل السعودية بيومها الوطني في عامها الـ91، يوم عزيز عليها بكل معانيه لأن هذا الوطن لم تطأه قدم محتل ولم يحكمه مستعمر.
تعيش السعودية ذكرى تأسيس أرض الخير والعطاء والأمن والأمان، ذكرى غالية على الكبير والصغير، والرجال والنساء يرون فيها بطولات القائد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ذكرى التوحيد والتلاحم قارة كبرى وحدها رجل مع مجموعة رجال بكلمة «لا إله إلا الله محمد رسوله الله» على الخيل والإبل، ما أجملها من ذكرى وما أروع أن نعيشها بقوة وفخر، وقراءة لصفحات الماضي الجميل والواقع السعيد والمستقبل المشرق بحول الله، والنهضة المستمرة والحزم الذي لا يتوقف لردع الأعداء.
رحل المؤسس والوطن في أيدٍ أمينة وقيادة رجال أوفياء حتى أصبح للسعودية أرض الحرمين الشريفين في كل مجال ريادة والمحافل العالمية حضور وتأثير ومكانة وشموخ، وهذا بفضل من الله ثم المضي على وصية ونهج الملك الصالح عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، ويجب على الآباء والأمهات أن يغرسوا في النشء، ويربوا الأبناء على حب الوطن لتعزيز الانتماء والولاء حتى يكبر في قلوبهم كلما كبرت أعمارهم، ليكون مواطن صالح في المستقبل يشارك في بناء وطنه.
وهذه هي الذكرى السابعة منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم.
وعندما نتحدث عن أهم مرتكز في أي دولة بالعالم فهو الأمن، فالمملكة العربية السعودية كل أيامها أعياد وطمأنينة وهدوء ورخاء، وعندما نفتح صفحات علاقة الحاكم بالمواطن، وتلاحم القيادة بالشعب والرحمة وألفة والثقة تعم الجميع، وكل يوم الوطن يمضي نحو التنمية التي ينعم بها المواطن، وتأتي وهذه المناسبة لتعزيز وحدتنا وتحفيز رؤيتنا رؤية 2030 التي يشارك فيها كل سعودي لتحقيق الرؤية الواعدة بالخير والتقدم والرقي والرخاء لبلادنا الغالية في كافة المجالات؛ علينا أن ندعمها، وأن نلتزم بتحقيقها نحو مستقبل مشرق مليء بالنماء للشعب السعودي.
علينا أن نرسخ الأهداف السامية لرؤية 2030 بقيادة الملك القائد سلمان الحزم وولي عهده الهُمام مهندس الرؤية سمو الأمير محمد بن سلمان، بحكمة الكبار يقابلها روح الشباب وطموحه يسيران بخطوات واضحة ثابتة، وهذه الذكرى الغالية ترسم لنا وللأجيال القادمة ملامح مستقبل يزخر بالنماء والبناء والحياة الطيبة وهي رؤية وطن تتجدد كل عام لتنمية مستمرة ومستدامة لتكون المملكة دائمًا في مصاف الدول المتقدمة القوية التي اثارت إعجاب العالم وباتت المملكة ورؤيتها محل اهتمام العالم، وانضمت المملكة العربية السعودية إلى مجموعة العشرين والتي تضم أقوى عشرين اقتصاداً بالعالم.
وعندما نتحدث عن الإنسانية نتذكر جائحة كورونا فيروس (كوفيد - 19) الذي ارعب العالم وتهاونت بعض الدول المتقدمة بهذا الفيروس، ولكن المملكة العربية السعودية اتخذت كافة الإجراءات التي تحفظ سلامة مواطنيها والمقيمين على أرضها وأمرت بالعلاج واللقاح المجاني حتى لمخالفي الإقامة مما جعل جميع العالم يشيد بهذه الإجراءات غير المسبوقة، وقد أدارت المملكة هذه الأزمة بكل ثقة واقتدار وصانت الأرواح وحافظت على المقدرات وقد أدى هذا الحرص والاهتمام إلى نجاح موسم حج 1442هذا العام الاستثنائي بالحفاظ على سلامة الحجاج بعد تطبيق التباعد بينهم حتى يؤدي الحجاج مناسكهم بسلاسة ويسر وشهد العالم بأسرة بهذا النجاح.
يحق لنا الفخر بهذا الوطن والانتماء إليه والولاء لقادته والدعاء أن يحفظه الرحمن وطنا ويديم عليه الأمن والأمان والخير والسلام.
أسأل الله العظيم أن يمن على الوطن دوام الرخاء والأمن والازدهار، وأن يحفظ قادتنا وجنودنا البواسل والشعب الوفي الكريم وكل عام والوطن فوق هام السحب.
** **
حمود بن فلاح العتيبي - مستشار وباحث في الأمن الفكري والجماعات المعاصرة.
HamoudAlotabi@