في الوقت الذي يشهد فيه العالم عودة طالبان في أفغانستان ويراقب أعمالهم، انفجرت من إثر هذا أزمة التطرف اليميني ضد المسلمين في الهند، وفي كل مساء يمارس الإعلام الهندي المنحاز قضية طالبان، ويستهدف سرًا وعلانية المسلمين وهويتهم الدينية والثقافية.
ينتهز الإعلام الهندي المنحاز كل فرصة لنزاع أو أزمة اجتماعية للهجوم على المسلمين، الذين يصفونهم بأنهم عملاء للدول الأجنبية وغير موالين للوطن، ولا يترك أي فرصة لإثارة التهم والشبهات والكراهية ضد المسلمين.
ولا يتوانى الإعلام الهندي المنحاز أن يشيع بأن المسلمين دخلاء عليهم توافدوا من الخارج وحكمهم سبعة قرون أو أكثر، وغمطوهم حقوقهم، وغصبوا منهم هذه الملايين التي أسلمت وكانت من قبل هندوسا، وأن الملوك المسلمين لم يتعاملوا معهم بقانون العدل والمساواة، وأنهم سلبوهم حريتهم الدينية والاجتماعية.
إن الحرب النفسية التي تجري في الإعلام الهندي تزرع بذرة الكراهية ضد الأقلية المسلمة في الهند، وتقطف حصادها في صورة الهجوم الجماعي على الشوارع، ولم يمر يوم إلا شهد هذه الظاهرة في أي ناحية من أنحاء البلاد، والسبب يرجع إلى الإعلام المنحاز الذي لا يقصر المناقشة في برامجه على الهندوس.
وكل ذلك يحدث للأسف وسط صمت دولي وحقوقي وإنساني، كإعلان تراجع أخلاقي مريع يحدث في عالم اليوم ضد الأقليات المسلمة في عديد من بلدان العالم، والمنظمات الحقوقية تصرخ دفاعًا عن الأقليات في كل مكان، وحين تصل إلى أوضاع الأقليات المسلمة في بؤر الاضطهاد والتمييز، تصمت ويخرس لسانها.
لكل ليل فجر، إن هذه الفترة لا تطول لأنها غير صالحة للبقاء في العصر المتحرر والعالم المتحضر، وستطلع على مسلمي الهند فجر النهضة، وسيغلب العقل على العاطفة والوعي السياسي على العصبية والعقلية الضيقة، وحينئذ تنحل هذه المشكلات كلها وسينال الشعب الإسلامي في الهند كل ما يستحقه من الحرية والكرامة والمساواة كجزء من أجزاء هذا الوطن العزيز، والله مع الصابرين.
** **
الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها - جامعة عالية، كولكاتا - الهند
merajjnu@gmail.com