صرخت Jinece الأمريكية المسيحية المتعصبة: لقد فزت بالمنحة الدراسية. لكنها تأخرت في الذهاب للتسجيل في الكلية، وهناك أخبروها بأن التسجيل انتهى في جميع الفصول ولم يبق إلا فصل فيه بعض الطلاب العرب والجنسيات الأخرى. غضبت ورفضت التسجيل لأنه -حسب تفكيرها- يضم المتخلفين.
أخبرت والدها، فهدّأ من غضبها وقال: اقبلي حتى لا تفوتك المنحة الدراسية ولعل الرب اختارك لإدخال هؤلاء إلى الدين المسيحي. اقتنعت وسجلت في الفصل. تم اللقاء بينها وبين بعض الطلاب السعوديين، وكلمتهم عن المسيح ودعتهم إلى المسيحية وهم يستمعون إليها. حتى تقدم أحد الطلبة واسمه عبد العزيز. رد عليها بأنه يؤمن بالنبي عيسى وأنه أرسل لبني إسرائيل وبشر ببعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من بعده. لم يعجبها كلامه وطلبت منه نسخة من معاني القرآن لترد عليه وكان اعتقادها بأن القرآن -حاشا لله- كاذب وخادع. قال عبد العزيز بأسلوب هادئ: إن الحقيقة ضالة المؤمن فعليك بالبحث عنها وسوف تجدينها.
أثرت فيها هذه العبارات. رجعت إلى المنزل وقرأت معاني القرآن بتركيز وذهنية متجردة. طلبت من عبد العزيز بعض الكتب والرسائل عن الإسلام. بعدها شعرت بأن شيئًا ما قد طرأ على حياتها وتغيرًا كبيرًا حدث داخلها. قال لها زوجها يومًا: هل هناك رجل في حياتك؟ ردت عليه: إني أجهل ما يحدث لي.
بعد فترة زمنية ذهبت مع عبد العزيز إلى المسجد ونطقت الشهادتين بعدما اقتنعت بأن الإسلام هو الدين الحق. شنت عليها أسرتها حرباً شعواء وأراد والدها قتلها، ولكن الله حماها. لبست الحجاب ليعلم الجميع بأنها مسلمة متعففة. فُصلت من عملها ثم رفع عليها زوجها دعوى.
حضرت إلى المحكمة وخيروها بين الإسلام أو طلاقها من زوجها وإلحاق طفليها بأبيهم وسقوط جميع حقوقها. حاولت الدفاع عن نفسها ولكن القاضي لم يسمع وأمهلها عشرين دقيقة للتفكير والاختيار. قالت في هذه اللحظات: هذا ظلم واستفزاز، ولن أعود للكفر بعد الإيمان. خرجت من المحكمة وهي مشردة وتائهة. حرمت من أطفالها والتي لن تنجب غيرهم لأن لديها مشاكل في الرحم، حرمت من والديها وأسرتها والأصدقاء والزوج والأولاد والعمل وسلبت جميع حقوقها. واصلت حياتها، وتمر عليها الأيام والناس يتعاطفون معها ويقدمون لها المساعدات. لم تقطع صلتها بوالديها فهي تراسلهم في المناسبات والأعياد. تقدم لخطبتها شاب مسلم، قبلت به وتزوجته. شعرت بعد مدة ببعض التعب، ذهبت إلى الطبيب، فأخبرها بأنها حامل!! لم تصدق!! أخبرها الطبيب بأنها من الناحية الطبية مستحيلة ولكنها حالة شاذة. مرت الليالي وتوالت الأفراح وأنجبت ولدًا أسمته بركة. طلبت منها المراكز الإسلامية أن تلقي محاضرات عن الإسلام.اشتهر اسمها في جميع الولايات، وتمر الأيام وتُسلم جدتها ثم والدتها ووالدها وجميع أسرتها. وفي إحدى الليالي خرجت Jinece من أحد المراكز الإسلامية في وقت متأخر بعدما أنهت إلقاء إحدى المحاضرات اعترضتها إحدى السيارات ودهستها وكان عمرها ثلاثةً وستين عامًا.فهل هذا ما دبر لها في الخفاء؟ أم أنه القضاء والقدر بعدما أراد الله لها الشهادة. إنها أمينة السلمي وهذا اسمها الذي اختارته بعد إسلامها، غفر الله لنا ولها.
المصدر: من مقال للشيخ عبد الرحمن بن عبدالله آل الشيخ -رحمه الله-. مجلة النبأ.