العقيد م. محمد بن فراج الشهري
ما يجري في اليمن من مجازر ترتكبها مليشيات الحوثي ما هي إلا نتاج تخاذل المجتمع الدولي وهيئة الأمم التي لا نرى منها إلا الإدانة، والتقوقع خلف بيانات لا تسمن ولا تغني من جوع، ما تقوم به هذه المليشيات من جرائم هو دليل واضح على تراخي المجتمع الدولي واستهانته بما تقوم به من جرائم أقل ما يقال عنها (كارثية) ضد أبناء اليمن في المناطق التي تسيطر عليها.. وتخاذل اليمنيين أنفسهم في عدم لم الشمل وإصلاح أوضاعهم القبلية، والسياسية، والعسكرية، ولم يأخذوا دروساً مما مر بهم في السنوات الماضية وكأنهم يبدأون من جديد.. كان الأولى والأجدر بمن يمثلون الشعب اليمني في الجنوب والشمال أن يتحدوا لمحاربة عدو مارق اخترق صفوفهم وشتت شملهم وزرع الفتن بينهم وألقى بشرعيتهم في البحر واستبدلها بالشرعية الخمينية، فقام بتهجير السكان وإحلال الفوضى محل الأمن وهدم المساجد ودور العبادة وتم تحويلها إلى ثكنات عسكرية، وإلى حوزات تدرس فيها علوم إبليس ومعاونيه في طهران وقم وغيرها من العلوم التي تغيّر أبناء اليمن وتحولهم إلى التشيع الصفوي بلباس الحوثنة المزيف.. إنها جرائم ترتكب ضد الشعب المكلوم، وليست جريمة واحدة.. ثم قيام هذه الجماعة بالزج بأطفال اليمن في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.. هلك وشرد آلاف الأطفال في ميادين القتال دون رحمة أو تفكير بمصيرهم.. والبقية ثم تحويلهم إلى مدارس صفوية مقصودة، وممنهجة وتغيير وتبديل بالمناهج.. أغلقت الجامعات وتشتت طلابها.. تم نهب أموال المواطنين، وممتلكاتهم.. تم زراعة ما يقارب من المليون وأكثر من الألغام في كل طريق ومزرعة حتى مداخل القرى.. وبين السكان، الإعدامات ترتكب يومياً وعلناً آخرها تلك الجريمة المروعة وتلك المذبحة التي تدمي القلوب والعقول لأنها ارتكبت في ميدان عام وأمام الخلق دون أدنى مسؤولية أو احترام لإنسانية أولئك الأشخاص الذين تم تلفيق التهم لهم بمحاكمات معروفة للجميع لا ينطبق عليها أي قانون سوى قانون الغاب.. لأنها عالمة ومدركة أن المجتمع الدولي وهيئته الفاشلة لن تقدم أو تؤخر في الأمر شيئاً، بينما المجتمع الدولي يتابع ويلاحق أموراً ليس لها أي أهمية دولية.. ما تقوم به هذه المليشيات هو تحدٍ سافر للأمم المتحدة، والمجتمع الدولي بأكمله ومرت بنا أحداث كثيرة ارتكبتها هذه المليشيات بمباركة الأمم المتحدة وخذلانها لشعب اليمن المنكوب، وهذه المجزرة لن تكون الأخيرة طالما وجدت السكوتالتغاضي الدولي وهي تحاول من خلالها ترويع السكان في مناطق سيطرتها وإرهابهم بطرق شنيعة للغاية وإعدام الأشخاص التسعة الذين تم أمام العالم ما هو إلا تنكيل وتبجح بجريمة يندى لها الجبين، وهي لم تكن لتحصل لولا تهاون الأمم المتحدة، والمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان، فقد تجاوزت هذه المليشيات جميع المحرمات، والأعراف، والسكوت على ما تقوم به «عار» على الأمم المتحدة ومنظماتها والمجتمع الدولي بأكمله وصناع القرارات الدولية الذين أسقطوا اليمن من حساباتهم كلياً مما شجع هذه الفئة الباغية على كل ما تقوم به من جرائم والإدانات لا تقدم ولا تؤخر.. اليمن بحاجة إلى وقفة دولية حازمة ولازمة لإيقاف عبث الحوثيين وإلا ستكون وصمة عار في جبين المجتمع الدولي بأكمله ودعاة الأمن والسلام والمنظمات النائمة في الأمور الهامشية، ويجب على المجتمع الدولي كشف الغطاء عن من يساند هذه المليشيات غير إيران ويساهم في استمرار الحرب والتهاون والخذلان الحاصل في موضوع اليمن حتى الآن.