فدوى بنت سعد البواردي
اليوم الوطني 91 هو اليوم الذي نحتفل فيه بالمملكة، بلد العطاء والخير. ولكن، فعلياً فإن احتفالنا بالوطن هو كل يوم، مع كل إنجاز لأبنائه وبناته، ومع كل رعاية ودعم وتمكين، من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان، لأبناء وبنات الوطن. إن اليوم الوطني هو رمز لعطاء لا محدود من الحكومة الرشيدة، وتفانٍ وجهد من أبناء الوطن. ونجد أنفسنا تمتلئ بكل عزة وفخر مع كل كلمة من نشيدنا الوطني، وذلك لأن المستقبل هو للوطن، باذن الله.
وإنجازات الوطن لا حصر لها في جميع المجالات.
وفي هذا المقال سأتناول الحديث عن الإنجازات التقنية، من خلال التحول الرقمي، والتي وصلت إليها المملكة خلال السنوات القليلة الماضية. ومن الضروري تذكر أن أهم المقومات التي ساعدت على تفوق وحفاظ المملكة على قدراتها الرقمية، وكذلك إحراز التطورات المتسارعة في الوصول لمراكز متقدمة في المؤشرات العالمية، هو وجود إستراتيجيات فعالة، بأهداف واضحة ومبادرات تُطرح وتُنفذ على أرض الواقع، تماشيًا مع رؤية 2030، من خلال شباب وشابات طموحين يعملون من أجل المساهمة في بناء الوطن، في كل الهيئات والوزارات والمؤسسات.
قبل أيام قليلة، تفوقت المملكة في تقرير النضج الرقمي الصادر عن البنك الدولي لأعلى الدول الرائدة في مجالي التفاعل مع المواطنين وتقديم الخدمات الحكومية. وقبل أسابيع عدة، صُنفت المملكة الثانية عالمياً بين دول مجموعة العشرين ضمن تقرير التنافسية الرقمية لعام 2021م، وتصدرت المركز الأول رقمياً في مؤشر النظام البيئي للتحول الرقمي ومؤشراته، من حيث تفوق المملكة في استثمار بنيتها التحتية الرقمية، وقدرتها على جذب وتسهيل تشريعات الاستثمارات الأجنبية، وفي أن تصبح الرياض مقراً إقليمياً لعدد كبير من الشركات التقنية العالمية من أجل تعزيز الشراكات الدولية والمعرفة والاقتصاد الرقمي، وكذلك دعم النظام البيئي للبحث والتطوير للشركات الناشئة، وسهولة وضمان استمرارية أداء الأعمال، وهو ما نجحت المملكة في إثباته للعالم خلال جائحة الكوفيد-19.
كما حققت المملكة المركز الثالث في مؤشر القدرات الرقمية، وهو يعني بتعزيز الأفكار الابتكارية في الشركات. وقد تم إنشاء «هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار» هذا العام، والتي تهدف بشكل رئيسي إلى تشجيع ودعم الابتكار والتطوير والأبحاث. كما حققت المملكة المركز الثاني عالميًا في الأمن السيبراني من بين 193 دولة، والمركز الأول عربيًا و22 عالميًا في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي. ومن المتوقع وصول استثمار المملكة في التقنية الصناعية الرابعة إلى 200 مليار دولار خلال السنوات القليلة القادمة.
وخلال الجائحة، ساهمت الإستراتيجيات الرقمية في حفاظ المملكة على استمرارية الأعمال من خلال بنية رقمية تحتية قوية وتطبيقات ناجحة، تم فيها الاعتماد على المعاملات الرقمية عبر الإنترنت، بدلاً من المعاملات الورقية التقليدية. وذلك من خلال تنفيذ مفهوم «الحكومة الرقمية الذكية» عن طريق اعتماد أنظمة وتطبيقات ذكية في الهيئات والمؤسسات والوزارات المختلفة.
والأمثلة كثيرة..
فقد نجحت وزارة العدل السعودية، خلال الجائحة، في تقليص استخدامها للأوراق بنسبة 75 %، كما نجحت المنصات الرقمية مثل أبشر وتوكلنا في وصول أعداد مستخدميها إلى أكثر من 22 مليون مستخدم ومستفيد من خدماتها الحكومية والصحية. وكذلك في مجال الصحية الرقمية، استطاعت منصة موعد تسجيل ما يزيد عن 33 مليون موعد خلال الجائحة. وأيضاً نجح قطاع الاتصالات في تغطية ما يقارب من 3 ملايين منزل بالألياف الضوئية.
كما تم نجاح المملكة في إنجاز المرحلة الأولى لبناء المدينة الذكية المستقبلية «نيوم» والتي تعتمد بشكل كبير على تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.
وغيرها الكثير من الأمثلة لإنجازات ضخمة حققتها المملكة في فترة وجيزة، وفي خلال الجائحة.
وتطمح المملكة في المستقبل للوصول إلى أفضل 5 دول في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030م، حيث إنه وفي قطاع الطاقة، يستطيع الذكاء الاصطناعي خفض استخدام الكهرباء على المستوى الوطني بنسبة 10 %، وأيضاً سوف يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في تقييم ومعرفة المعاملات البنكية والتجارية والتي يوجد بها احتمالية كبيرة للفساد المالي أو غسل الأموال أو الإرهاب أو العمليات غير المشروعة الأخرى، حيث يمكن أيضًا للذكاء الاصطناعي الكشف عن أي أنشطة مخالفة في أنظمة أخرى، مثل المخزون والمحاسبة، والتعرّف على أي علامات تشير إلى وجود نشاط غير متعارف عليه. وكذلك تطمح المملكة إلى التقدم في صناعة الروبوتات والدرونز الذكية، وغيرها الكثير من الاستخدامات العديدة المستقبلية.
ولجميع ما سبق ذكره... بعد انتهاء الاحتفال باليوم الوطني 91، فلنتذكر أن... نوجه رسالة للوطن نقول فيها... «شكراً لك يا بلد العطاء والخير.. دام عزك وعالي شأنك يا بلاد الحرمين.. ودمت سالماً من كل شر يا وطننا الغالي».