عبدالله عبدالرحمن الغيهب
تجذبك الأرض الخضراء بجمالها ورائحتها وشكلها البهي وتغشاك بمشاعر الجمال، تأسرك ألوان الزهور وعناقيد العنب وسنابل القمح، هل رأيت بستانا أو مزرعة أو حديقة أوفلاة اكتست بأنواع النباتات المتمايل بفعل نسائم الربيع، ألايطير بك بهجة وفرحا وسرورا هكذا مناظر؟ إنها الأرض حين تخضر تنقلك إلى آفاق بعيدة بروعتها وألوانها وروائحها الزكية، فالطيور تغرد بطانا شجية والمواشي تحاكيها وهي تسير لحجائرها، والأنفس جذلانة برؤية الأرض وصفاء الأجواء، إنها الخضرة التي نتنفس عبيرها ونفرح لرؤيتها وهي زينة في المنزل والشارع، ولاغرابة إذا سمعنا عن خطط وبرامج إقليمية ودولية توصي وتتبنى نشر الرقعة الخضراء على كامل الأرض لإدراكها الفوائد العظيمة ليس الشكل وحده، بل لفوائدها الصحية والبيئية، ولهذا رأينا المدن تتسابق في عمل المنتزهات وغرس الأشجار وشجيرات الزهور على جوانب الطرق والتنادي بحماية الأشجار من القطع، فقد ورد في السنة فضيلة غرس الشجر ففي الحديث (ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة)، وفي حديث (إن قامت على أحدكم القيامة وفي يده فسيلة فليغرسها) كل هذا لأهمية الشجر والخضرة والفوائد التي تنتج عنها.
الاهتمام بغرس الأشجار داخل المنزل وخارجه دليل حضاري ودليل وعي ومعرفة بفوائده الصحية والبيئية، وكذا المحافظة والاهتمام بالمسطحات الخضراء والزهور التي نراها في الحدائق والطرقات من القطع أو العبث، ومن ذلك المكان فلا يشوه بمخلفات تجعله طاردا ومعكرا للسائح والزائر وراغبي الاستجمام فلا ننسى أفرادا وأسرا وجماعات التذكير بأهمية هذه الثروة النباتية والمحافظة عليها لتدوم زينة و نضارة وعطاء.