إبراهيم الطاسان
لا يحتاج تحديد يوم الهروب الكبير للقوات الأمريكية أمام طالبان لا باليوم من الأسبوع, ولا بالتاريخ من الشهر ولا بالشهر من السنة، فهو يوم شاهد على نفسه، مشهود عليه بوصمة العار التي خلفها وراءه على جباه الأمريكيين متمثلة بأسلحة مطورة، لو طلب من روسيا، والصين بأي صفة أو طريقة للحصول عليها للوقوف على أسرارها المعدنية، وأسرار تقنيتها، لدفعوا وهم راضون ملايين الدولارات، ففي ذلك اليوم حصلوا على ما يريدون منها مجاناً وهم يضحكون على فرار يشبه فرار الخراف أمام الذئاب، ولم تكن الأسلحة الشاهد الوحيد على الفرار.
الخروج المذل للأمريكيين من أفغانستان، وقبلها العراق، إلا أن أفغانستان وقد استولت طالبان على أسلحة قد لا تملكها جيوش بعض الدول أن تكون الأسلحة الحديثة أداة لبسط سلطانها على الساحة الأفغانية، والحيلولة دون توغل الفرس بأداتهم المعتادة من العملاء الموالين كالحوثيين في اليمن، وبعض فصائل الحشد الشعبي العراقي بقيادة مهدي العامري ونوري المالكي المتواري يتحين الفرص، وشيطان الضاحية الجنوبية في لبنان كنا نقول عن فلسطين الوطن السليب، فأصبحت الأوطان العربية السليبة المؤكدة اثنين فلسطين ولبنان، وليس غريباً أن الأمريكان يدخلون بلدا أو يسيطرون على قرار أي دولة إلا وخربوها وتركوها، فسوريا وأفغانستان والعراق أمثلة.