تظلنا إحدى وتسعون عاماً من الأمن والأمان والوحدة في كيان متفرد جمع القلوب قبل أن يجمع الأماكن ويوحد المناطق لنستظل جميعًا تحت راية التوحيد.. ومن يستقرئ التاريخ يجد أن ما وصلت اليه مملكتنا الغالية في هذه السنوات لم يكن ممكنا لولا توفيق الله أولاً ومن ثم حنكة القيادة ممثلة بشخصية القائد جلالة الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله، وقبول المجتمع لهذه القيادة الفذة فبسط الله لها الأرض وسخر لها خزائنها لتصل بهذا الوطن بعد أقل من قرن من الزمان إلى منافسة الدول المتقدمة التي تجاوزت مئات السنين عمراً..
وما شهدناه في الخمس سنوات الماضية على وجه الخصوص من تنمية متسارعة بخطىً واثقة كانت محط أنظار جميع الدول وجعلت مكانة المملكة في مقدمة الدول معيار التنافسية العالمي، وأصبح اسم مملكتنا متواجداً في المعايير العالمية في مجالات عديدة منها السياسة والاقتصاد والتقنية والتنمية المستدامة وغيرها كل ذلك كان نتاج ورشة عمل عظيمة تعمل ليلاً ونهارًا وفق رؤية جديدة سديدة حددت أين نحن الآن وأين سنكون في 2030 م لنحتفل فيها بإذن الله، وقد أتمت مملكتنا مئة عام من التوحيد بإنجازات كانت في السابق محض خيال.
لم يكن ممكنًا أن تدور عجلة التغيير الإيجابي دون تحديد أدوار كل مواطن ومواطنة فيها ولذلك جاءت القرارات المصححة للمسار وأخص بالذكر التي كانت متعلقة بالأسرة والمرأة والطفل فانتقل المجتمع إلى هوية جديدة تحفظ لهم حقوقهم وترسم خطوط مساهمتهم الفاعلة في التنمية وتمكن أفراد الأسرة من الوصول إلى الأهداف المرسومة لهم بوعي وإدراك لمعنى مسؤولياتهم تجاه أنفسهم ووطنهم.
ومن ثم جاء هذا العام ليزف برنامجًا جديداً لبرامج الرؤية السديدة وهو برنامج التنمية البشرية ليضع الإنسان أولا ويستهدف التنمية والتمكين الحقيقي لرأس المال البشري فحان الدور على كل مواطن سعودي أن يبحث عما يود استثماره في ذاته ويتعرف على قدراته ليتمكن من المساهمة الفعلية في وطن العطاء والتطور والنماء ولنفتخر ولنحتفي به كل يوم ونبني روح الانتماء والحب لوطن جعل مواطنيه أولا فاجتمع على حبه الجميع حتى المقيمين على أرضه.
فلنعبر حباً وولاء كل يوم بمشاركتنا الجادة في عجلة التنمية مستشعرين واجبنا تجاهه ونغرس كل يوم للوطن بذرة ولاء وانتماء وعرفان بحقه في نفوس أبنائنا دون أن ينسوا إرث آبائهم وأجدادهم الذين بنوا لهم وطناً شامخًا أبيًا يباهون به ويفتخرون بأنه أعظم دار ووطن لهم.
** **
سمها بنت سعيد الغامدي - رئيس مجلس إدارة جمعية كيان للأيتام ذوي الظروف الخاصة