تطل علينا في كل عام ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، فهذا اليوم يعبر عن معنى التلاحم والترابط بين الشعب السعودي الوفي، وبين القيادة الرشيدة فيوثق لنا كيف تجمعت المناطق وتألف الشعب لتصدير ملحمة وطنية أساسها المتين هو الإيمان بالله سبحانه، واتخاذ كتابه وسنة نبيه منهجا ودستورا.
ففي هذه الذكرى الوطنية الغالية على قلب كل مواطن، تعيش بلادنا في هذه الأيام أجواء هذه الذكرى العطرة (ذكرى اليوم الوطني الحادي والتسعين) تحت شعار «هي لنا دار» فيسعدني باسمي ونيابةً عن مواطني محافظة حفر الباطن الكرام أن أرفع التهنئة الخالصة ترفرف أعلامها في سماء وطننا الشامخ لمقام سيدي: خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله وحفظه-، ولمقام سيدي صاحب السمو الملكي الأمير: محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع -حفظه الله-، ولسيدي صاحب السمو الملكي الأمير: سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية -حفظه الله-، ولسيدي صاحب السمو الملكي الأمير: أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية حفظه الله، وللشعب السعودي الأبي، والمقيمين على أرضه.
ففي مثل هذا اليوم السابع عشر من شهر جمادى الأولى من العام 1351، الموافق للثالث والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام، فحريٌ بنا أن نستذكر مراحل التأسيس التي كونت قاعدة متينة لبزوغ فجر الوطن بأصول ثابتة، ومبادئ راسخة، وبتعاضد رجالاته تحت قيادة المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن -طيب الله ثراه- الذي مد رباط التواصل بين الناس ودحر أشكال التبدد والفرقة، وأنار شعلة العلم والحضارة مضيئا الطريق نحو بناء وطن يسابق الأمم، وسار أبناؤه الملوك من بعده على نهجه محكمين شرع الله، متممين البناء بأمنه ونمائه، فكانوا أوفياء، وبالحق أعزاء، يكمل الخلف مسيرة السلف، فحققوا تقدمًا فتيًا، وعيشًا نديًا، واليوم في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين حفظهم الله، يشهد القاصي والداني إنجازًا لم يسبقْ له مثيلٌ، بخطى ثابتة، وسعي حثيث لتحقيق رؤية 2030 التي تحمل بين طياتها رؤيةً شاملةً، سمتْ إنجازاتها على كافة الأصعدة، لتحقيق مستقبل زاهر، يجعل المملكة العربية السعودية في مصاف الدول العظمى.
تلك الرؤية التي كانت أولى ثمارها النقلة النوعية في البنية التحتية، حيث تنوع اقتصادها، وحيوية مجتمعها بهذا الوطن الطموح، وقد جنى المواطن منها بواكير ثمارها، وهو يسعى سعيًا حثيثًا لأن يكون مساهمًا في تحقيق أهدافها في جميع الميادين.
ومما يجدر ذكره في هذه المناسبة الغالية علينا جميعاً هو ما قدمته المملكة العربية السعودية للأمة العربية والإسلامية من خدمات عظيمة، حيث أولت منذ نشأتها الإسلام والمسلمين اهتمامها وعنايتها، فهي الرائدة في مشاريع الخير العالمية، ولا غرابة في ذلك فمن أرضها انطلقت رسالة الإسلام العظيمة وفي أرضها قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم. ختاما نسأل الله أنْ يحفظ قادتنا وينصر بهم دينه، ويجمع بهم كلمة الأمة على الخير، وأن يعيد على وطننا الغالي أفراحه وهو يرفل بأمن وأمان، وازدهار ورخاء.
** **
الأمير منصور بن محمد بن سعد - محافظ حفر الباطن