كلُ شيءٍ نشب في أيامك معرض للتغيير سواء كان ذلك بإرادتك أو رغماً عنك..
أن تحبني كما أنا هذا ليس صحيحاً
أن تحبني وتغير بي ما يمكن تغييره وما لا يمكن هذا هو الأصح.
وأن تتقبل أيضاً ما أنا عليه هذا ليس بجيد؛ أي ليس أن تحب أن أفعل ما أشاء بل أفعل ما يجب علي فعله..
يجب أن يكون وجودك دافعاً صارماً بأن أتطور، وأن أكون أفضل من الزمن الذي كنت عليه بدونك وأفضل من أقرب يوم لم تكن به موجوداً..!
نحن نجاة بعضنا البعض من مهالك الحياة، وترتيبات القدر وقلة الحيلة..
نحن اليد التي تمتد من على حافة الجبل.
والطوق الذي يُرمى في وسط البحر.
وسلالم الصعود.. ومناطيد السفر.
وحبال المرتفعات ..!
مسكت يدي في أشد المنعطفات حدة.
وعند أكثر الجبال ارتفاعاً.
وأشرس الأوقات وحشة.
كنت كلما أوشكت على الغرق ألبستني « سُترة «
يطفو بها قلبي ليستعيد الحياة من جديد .
جعلتني منتبهاً ..
يراودني شعور اليقظة طوال الوقت ..
أراك تفصيلاً لم تعد الجملة وافية..
ولا التضحية لك مجزية .. ولا أستطيع الالتفات عنك ..
الانتباه شيء لا يُعد له..
فأنت مرغم بأن تنتبه.
تلفتك الكلمات والتصرفات وأصغر التمتمات .
وتطير بك الأغنيات إلى أماكن أخرى لا تُرى إلا بعينك ..
نجاة القلوب لبعضها البعض «سُترة « !
صُنعت لترتدي في أضيق أيام الدُنيا.
وعند الخوض في الخطأ..
لهذا لا تتخلى عند الخطأ وتجعله ينهشني دون نجاتك..
فأنا لو كنت أستطيع الخوض وحدي لما بحثتك!
فهب لي ذلك الأمان الذي طالما صعب مناله
واشتد عليّ إحكامه كلُ ما استطعت.!
الأمان أمر لا يطلب ..
هو شيء يتلبسك يعقدك مع مَن تراه ذلك بعقد
شديد الصرامة..
لا يُحل إلا بالتنازل.. وأنا أحتاجه.
فمن وضع لك قلبهُ سُترة تطفو بها عند الوقوع، وتقع بها عند الطيران وتنجو بها عند المهالك هو من يحق له سائر شعورك ومشاعرك..!
فأحكموا ارتداءها ولا تخلعوها فتيضع النجاة من أيديكم..
أما عنك .. فأنا نجوت بك تكراراً ولم أعد أعرف طعم نجاة من دونك..!!
** **
- شروق سعد العبدان