في فجر يوم الأربعاء السابع عشر من شهر الله المحرم من هذا العام 1443هـ فجعنا جميعاً برحيل أستاذنا الأديب الإنساني الحقوقي العظيم أحمد بن يحيى البهكلي -رحمه الله تعالى- بعد معاناة مع داء الفيروس (كرونا) زهاء عشرين يوماً.
وبرحيله خسرت منطقة جازان أحد أعلامها؛ بل الوطن كله خسره بل العالم الإسلامي لما قدمه من إسهامات إنسانية في شتى المجالات.
وقد تعددت فيه المراثي في العديد من وسائل التواصل، ومن ذلك ملتقى شعراء جازان الذي كان عضواً معنا فيه وكان يغمرنا بلطفه وتوجيهاته ودعمه ومتابعته -رحمه الله.
فكتبتُ فيه قصيدة بعنوان (في رحيل البهكلي) مطلعها:
رحم الله أحمد البهكليا
فارسَ الشعر والنهى اللوذعيا
كان رمزا لخير جيل وكنزا
للسجايا بكل خيرٍ حفيا
هو إنسان عصرنا في أمورٍ
حصرها عزّ في الرثاء عَلَيَّا
إن جازان قد بكت وستبكيـ
ـه دموعاً سخيةً؛ عاش حيّا
وبكته شتى ربوع بلادي
من شمالٍ إلى رياض العُليّا
قدّم البذل للجميع حريصاً
أن يرى غايةً تضمُّ المغيّا
في زمانٍ يضنُّ فيه فئامٌ
وهو يحمي للناس ماء المحيّا
فلعمري لأنشرنّ أموراً
كان رقمُ البيان عنها خفيّا
ولعمري لأغلبنّ دموعي
وأداوي الجروح لو كان كيّا
ولعمري لأصرخنّ بصوتٍ
يوقظ النشء عالياً جهوريّا
كان والله واصلاً ووصولا
ومحباً لكم وبَرا تقيا
وغيوراً لدينه فإذا ما
حزن الشيخُ صاغ شعراً نقيّا
كم همومٍ لأمةٍ كان عنها
مفصحاً خلتنا لديه بُكيّا
وهو في الصبر آيةٌ ذو جلادٍ
مع حبس الدموع عنا مليّا!!
إن دعوناه لاجتماعٍ أتانا
أولَ القوم يستحثُّ المطيّا
لا يبالي؛ يغالب الضغط حيناً
وطويلاً يغالب السكريّا!!
إن فقداً له لفقد شعوبٍ
رحم الله أحمدَ البهكليا
وعارضها الأستاذ الدكتور علي بن حسين صميلي بمرثية مطلعها:
رحم الله أحمد البهكليا
كان مثلَ السماء ثَراًّ سخيّا
وتتابعت المراثي فيه؛ فكتب في رثائه رفيق دربه الأستاذ حجاب بن يحيى الحازمي، والأستاذ حمد صديق طاهر، والأستاذ عبدالناصر خديش، والدكتور نواف الحكمي، والأستاذ عبده العمري الفيفي، والأستاذ أحمد عكور، والأستاذ علي خرمي، والأستاذ الحسين الحازمي، والأستاذ عبده القوزي، والأستاذ يحيى معيدي، والأستاذ عادل عباس، والأستاذ إبراهيم دغريري، والأستاذ إبراهيم صعابي، والأستاذ عبدالصمد المطهري، والأستاذ محمد المدخلي، والدكتور زاهر بن عواض الألمعي، والدكتور عبدالله عشوي، والدكتور مهدي الحكمي، والأستاذ أحمد الحامضي، والأستاذ جبران بن محمد قحل، والشاعر إبراهيم مثرم، والأستاذ حسين بن صديق حكمي، والأستاذ حسن بن منصور صميلي، والأستاذ أحمد بن يحيى الودعاني، والأستاذ عصام فقيري، والشاعر محمد جبريل عكام، والشاعر أحمد المتوكل بن علي النعمي، والشاعر علي أبو الخير معافا، والأستاذ أحمد حلواني، والأستاذ عثمان عقيلي وغيرهم.
كما كتب فيه عبارات رثاء وتعزية تلميذه معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
وقد كان يحضر معنا كل فعاليات ملتقى شعراء جازان دون تأخر -رحمه الله.
وإن ملتقى شعراء جازان يعتزم القيام بطباعة هذه المراثي فيه؛ كما يعتزم بعقد ندوة تكريمية له عبر منبر الملتقى باستضافة باحث أكاديمي قدم رسالة ماجستير في جامعة أم القرى بعنوان (أحمد البهكلي - حياته وشعره).
وجازان كليمة ومفجوعة برحيله وخسرت رجلاً نبيلاً قل له النظير، رحمه الله تعالى وغفر له وأبدله دارًا خيرًا من داره و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
** **
- د. جبران بن سلمان سحاري