عبد العزيز الصقعبي
إلى:..
«هي لنا دار»، أردت أن أجعل هذا عنواناً للرسالة، ولكن فضلت أن أبدأ بها، رغبة أن تكون موجهة لك، بكل أسمائك، بكل صفاتك، بكل المحبة التي نكنها داخل قلوبنا لك، لذا فالكلمات تضج في أعماقنا حبا ومودة، ربما نشكل منها وردة نقدمها لك، أو شمساً مشرقة، نحن نترنم باسمك، ونحتفل بانتمائنا لك، ولكن في هذا اليوم سيحتفل العالم معنا، ويحق للجميع أن يحتفل، سنلبس كل جديد في عيدك، ونرفع فوق رؤوسنا رايتك الخضراء، وكم هو جميل أن يتشكل اللون الأبيض مع الأخضر، ويطوقنا بكل ما يعنيه من خصوبة ونماء، ليس غريباً أن أكتب لك وعنك وإليك، ليس غريباً أن اختار أجمل الكلمات، لأقدمها لك، إن ما كتبته وما أكتبه الآن وفي المستقبل هو لك، ليس مديحاً ولا غزلاً ولا إشادة بإنجاز أو تميز، بل ممارسة تنفس طبيعي، لأن هنالك منابر كثيرة تكيل المديح وتشيد بكل تميز وإنجاز، ولكن أنا وملايين غيري ينتمون إليك، ويعيشون حياتهم وقد ارتبطت بك، يمارسون الحب والانتماء بكل عمل يقومون به، وكل إبداع يقدمونه، وبكل عطاء يقدرون على منحه، لوجه الوطن.
إن الانتماء والأمان، نشعر بها عندما تكون فعلاً هي لنا دار، أفخر كثيراً عندما يقال عني مواطن سعودي، أو كاتب من المملكة العربية السعودية، نحن ننتمي إليك أيها الوطن العزيز، وأحزن كثيراً عندما أجد أناس لا ينتمون لوطن، أو لا يشعرون بالانتماء لوطن على الرغم من حصولهم على هويته، هنا وفي دارنا هذه، الأمر مختلف، من يدخلها فهو آمن، ولو لم يكن ينتمي لها، وهنا تكمن عظمة وأهمية هذا الدار، فأبوابها مفتوحة للجميع، ولا يستثنى إلا فئة لا مجال للحديث عنها هنا، في رسالة من المفترض أن كل كلمة تعبق برائحة طيبة، رائحة الأرض، ورائحة النباتات العطرة، رائحة زكية تخرج من فم كل مواطن تغنى باسمك.
هل ترغب أن أتحدث عنك، وأقول إن هذه الدار الذي أكمل بنيانها الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - قبل واحد وتسعين عاماً، بشكلها الحديث، والذي يتجدد كل عام، بأساسات قاربت على الثلاثة قرون، تتسم بالعراقة والحداثة في آن واحد، حتما دار بهذه المواصفات هي عظيمة، ونفخر بها، هي كيان كبير وشامخ، وأنا أحاول أن أصفك، أتحدث عنك قليلا، ولكن أعرف أن هذا الوصف وذلك الحديث، قد يكون قاصراً، لأن ما يحدث الآن من تحول وفق رؤية حكيمة ومذهلة، تجعل الجميع وأنا أولهم أقف مشدوهاً لما يحدث من إنجاز، في كل المجالات، هذه الدار تحفزنا لأن نكون أفضل وأكثر تميزاً، ربما أنا لا امتلك إلا الكلمات، أكتب، أكتب لك وعنك، هذه السنوات التي تجاوزت التسعين، على التوحيد، وأربعة وعشرين بعد المائة على فتح الرياض، تمثل سيرة مهمة لوطن، رصدت وتحتاج إلى مزيد من الرصد والكتابة، هي عمرك، الذي نحتفل به اليوم وكل يوم، عمرك الحديث، الذي يهبنا القوة والشعور بالفخر، لأننا جزء من كيان يجمع الحاكم بالمواطن، تلاحم قد لا يوجد مثله في العالم، بدون مبالغة، لذا فحين أشعر بالانتماء لك لهذه الدار، وأعبر بالكتابة عن ذلك، فأنا لا أتحدث عنك بقدر ما أتحدث عن نفسي بفخر، عن كل مسؤول أو مواطن يحقق انجازاً رجل أو امرأة، نحن في زمن رؤية تشكلنا بصورة مختلفة، ويحق لنا أن نباهي بذلك، ربما لو نردد أننا نفدي هذا الوطن هذه الدار بروحنا وبكل ما نملكه، لا نقول إلا الحقيقة، لأن دارنا بنيت من أجسادنا، وشيدناها بالمحبة والولاء.