حمد بن عبدالله القاضي
* الوفاء قيمة إسلامية، فالله -جلّ في علاه - جعل الوفاء صفة لأب الأنبياء «وإبراهيم الذي وفّى».
وهو شيمة أصيلة بثقافتنا العربية والشاعر العربي يقول قبل أكثر من ألف سنة:
إذا ما أتته الريح من نحو أهله
تنشّق يستشفي برائحة الأهل.
***
وأصعب أنماط الوفاء حين تروم الوفاء والحديث عن «سِفر « تكتنز صفحاته بالعطاء فتسكنك الحيرة: أي صفحة تقرأ ويحار على فمك التعبير كما عبرت الشاعرة د. سعاد الصباح.
لقد اعتمر قلبي الفرح حين قام مجلس أوراف الأدبي بمبادرة من مؤسسة الشاعر الأديب د. فواز اللعبون بتكريم أستاذنا الرائد فهد حسن الهويمل.
***
سأقتصر بمقالي بالوقوف على ثلاث محطات بمسيرة أستاذنا الرائد حسن الهويمل لعلها من أبرز مفاتيح شخصيته وعطائه:-
* 1- خلقه العجيب وتواضعه الجم إذا كتب فهو يحترم الجميع حتى من يختلف معه وقد صدق أخي د/خالد الرفاعي حين وصفه بقيمة «الاحتفاء بالمختلف».
وهو على مستوى التعامل مع الآخرين يأسر الكل بتعامله وبساطته وحديثه ونشر أرج محبته.
وكأن الأديب والشاعر الكبير عبدالعزيز الرفاعي يعنيه وأمثاله حين قال:
طوبى لمن جعل المحبة جدولا
وسقى أحبته فطاب وطابوا
* 2- موسوعيته فهو وإن كان متخصصًا في الأدب العربي فهو يفيض علمه حين يكتب عن القضايا الإسلامية أو يبحر بشواطئ الوطن أو يتناول الشأن الاجتماعي وقضايا المجتمع بكل أطيافها.
* 3- أسلوبه البليغ بعذوبته وما أبهى حين يقتبس من بلاغة الآيات التي يمزجها بحروفه فضلاً أنه يطربك حين تعبق كتاباته بشوارد الشعر وتضوعات عطر النثر.
***
كانت ليلة الاحتفال بهذا الرمز الثقافي الذي جاء من بريدة ملبيًا دعوة التكريم ودخل المنتدى متكئًا على عصاه مساء الخميس الماضي فكان حضوره لا أبهى ولا أجمل.
كانت مفردة التكريم الأغلى هي الوفاء، وعنوانها الإيفاء من أعضاء مجلس أوراق الأوفياء ومن محبى المحتفى به حيث حضرها وشارك فيها عدد من محبيه بمكة والمدينة والرياض وجدة والقصيم والزلفي وينبع وثادق.
تحدث فيها عدد منهم وقدم بعضهم دراسات مركزة عن ملامح تميز منجزه الأدبي والنقدي ك د. خالد الرفاعي، ود. ظافر الشهري، ود. عبدالله الحيدري ود/ حمد الدخيل ود/مسعد العطوى وتجلت مشاعر بعضهم بكلمات وبقصائد باذخة الوفاء.
***
لقد أحاط به عدد من تلاميذه بمجلس يتضوع بالتراث العمراني وهو يكرم رائدًا نذر سنوات عمره بخدمة تراثنا الأدبي مازجاً ذلك بروح العصر ومبلوراً ثقافة الوطن وأدبه ومبدعيه.
***
وكانت ثمالة الاحتفاء حين تحدث الرائد الهويمل بصوت خفيض ومتهجد من أثر ما رأى من حب غامر وتقدير كبير وتثمين لمسيرته. متعه الله بطول العمر وهناء العافية.