زكية إبراهيم الحجي
لبنة.. لبنة يُصاغُ البناء فالأرض أرضنا والتاريخ تاريخنا.. وعلى أرضنا نمت وترعرعت حضارات وثقافات.. تراكمت من جيلٍ إلى جيل والتاريخ شاهد على ذلك.. السلف بنى وصنع وأنتج والخلف تابع المسيرة بكل إصرار وعزيمة مبقين على تراث الأجداد ومحافظين على الإرث المتأصل ومتشبثين بالأرض والهوية، هؤلاء هم شبابنا الذين بسواعدهم يصنعون المستقبل الزاهر لوطن مختلف خططت له قيادة حكيمة تخطيطاً متقناً وبرؤية ثاقبة تؤمن بعبقرية الإنسان وعبقرية المكان وتحمل الخير لمستقبل مشرقٍ زاهر اقتصادياً ومعرفياً لوطن يدرك قادته حفظهم الله أن بناء الإنسان يمثل حجر الزاوية في بناء وطن شامخ نفخر ونعتز به.. المملكة العربية السعودية.
سلمتَ يا موطن الأجداد والكرمِ
يا موطني يا رفيع القدر والقيمِ
مع إشراقة شمس الثالث والعشرين من شهر سبتمبر تحتفل المملكة العربية السعودية بيومها الوطني الحادي والتسعين.. يوم سجل التاريخ فيه مولد المملكة العربية السعودية من خلال ملحمة بطولية قادها مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه، حيث أطلق رحمه الله اسم المملكة العربية السعودية على هذا الكيان الكبير بعد أن جمعها من الشتات ووحدها.. وجمع قلوب أبنائها وقبائلها على هدف واعد نبيل ألا وهو النظرة للمستقبل بعين ثاقبة تعرف طريقها إلى الأمام لتجتاز مراحل النمو إلى مراحل التنافس مع الدول العريقة الموغلة في التقدم والتطور على كافة المستويات ومختلف المجالات.. ولعل من أبلغ ما قاله الملك عبد العزيز طيب الله ثراه خلال مسيرته الحافلة في تأسيس وقيادة المملكة العربية السعودية قوله «أنا لست من رجال القول الذين يرمون اللفظ بغير حساب.. أنا رجل عمل إذا قلت فعلت.. وعيب علي في ديني وشرفي أن أقول قولاً لا أتبعه بالعمل وهذا شيء ما اعتدت عليه ولا أحب أن أتعوده أبداً».
الزمن يمر والخطى تتسارع ودولة تسابق عقارب الساعة.. وشعب يستنهض الهمم لريادة التاريخ واستشراف المستقبل بمعطيات اليوم لأنه أدرك أن الوعي الحقيقي للتاريخ يعزز الرسائل الحضارية لوطن محوره الرئيس تنمية متواصلة للانطلاق في مضمار الحضارة والتنافس على مركز الصدارة عالمياً.. أحلامنا لم تعد مجرد تطلعات أو أمنيات تجنح بنا في عالم الخيال، بل أصبحت حقيقة على أرض الواقع بفضل الله ثم بفضل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أيده الله.. وولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظه الله مهندس رؤية 2030 الطموحة التي أسهمت ولا زالت مستمرة في دفع عجلة التنمية وتعزيز مكانة المملكة العربية السعودية عالمياً إن أسمى كلمة وطن تتجسد في كلمة واحدة.. الوفاء.. 91 عاماً من المجد والازدهار والرخاء.. الأمن والأمان والسلم والسلام.. ستبقى شامخاً يا وطني فأنت أجمل قصيدة شعر في ديوان الكون.