د. أحمد بن محمد جعوني
تحتفي المملكة بمناسبة مرور (91) عاماً على توحيد هذه البلاد المباركة وتسميتها بهذا الاسم الذي يعود بنا تاريخه إلى المرسوم الملكي الذي أصدره الملك المؤسس عبدالعزيز- يرحمه الله- بتاريخ 1932م على أن يكون 23 سبتمبر من كل عام يوماً وطنياً لهذه البلاد العظيمة، وبمناسبة اليوم الوطني الحادي والتسعين أرفع أسمى آيات التبريكات لقادة هذا الوطن العظيم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان وإلى كافة الشعب السعودي.
بدأت رحلة البناء والوحدة عندما فتح الملك عبدالعزيز- رحمه الله- الرياض عام 1902 من قصر المصمك وبعدها انتقل لبقية المناطق والمدن من شرق المملكة إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها ليؤسس دولته على كتاب الله الكريم وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم، تحدوه بسالته إلى توحيد هذا الكيان العظيم وتبديلِ الفرقة إلى وحدةٍ وتكامل لتكتمل حدود هذا البلاد العظيمة على نشر مبادئ القيم الإسلامية السمحة والسلام والحب والخير والمعرفة والتنمية مبتهجة بمظاهر التطور في كل أصقاع البلاد سائرةً بخطى حثيثة نحو غدٍ أفضل.
ثم تولى من بعده- رحمه الله- ملوك هذه البلاد العظيمة، وكل ملك قدم منجزات عظيمة لأن تكون المملكة العربية السعودية بلدً حضارياً وتنموياً سائرين نحو خطى التقدم لإكمال مسيرة التنمية العظيمة لهذه البلاد في شتى المجالات يرحمهم الله جميعاً، واليوم في عهد سيدي الملك سلمان ملك الحزم تزخر المملكة بتطور هائل في شتى أرجاء البلاد المعمورة وتحكي البلاد قصة نمو مستمر يقوده ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، تطور وازدهار وتقدم حثيث في رؤيته الطموحة 2030م وطن طموح، مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر.
التاريخ يشكل مرحلة في حياة الشعوب، واليوم الوطني تاريخ مجيد لتوحيد الوطن وهو ذكرى تتجدد في وجدانِ وفكرِ كُل مواطنٍ سعودي، اليوم الوطني هو هوية واعتزاز وانتماء، هو وحدة وارتقاء وابتهاج، وهو الفخر والاعتزاز بالماضي والحاضر والمستقبل، اليوم الوطني هو استحضار للماضي التليد ومعايشة الحاضر الزاهر الوليد واستشراف للمستقبل المشرق المجيد، اليوم الوطني رمزٌ لجميع أيام الوطن، وهو يوم يختصر كثيراً من الحكايات والتضحيات التي قدمت من أجل بناء هذا لوطن على قواعد راسخة متينة.
الأسرة هي المحطة الأولى والبيئة الحاضنة لتنشئة قيم الانتماء؛ الانتماء الذي هو الانتساب الحقيقي للوطن فكراً ووجداناً، لذا فالأسرة لها دور عظيم لتعزيز هذه المعاني النبيلة والتفاعل مع هذه المناسبة الوطنية المجيدة وذلك من خلال إعداد مسابقات وزيارات ثقافية وفنية وتاريخية للتعريف باليوم الوطني للنشء، وتجسد روح الاعتزاز واكتشاف المواهب التقنية ودعمها بتصميم مقاطع توعوية تنمي فيهم روح الاعتزاز بالهوية الوطنية بالإضافة إلى العمل التطوعي ودوره في تعزيز هوية الانتماء وغيرها من المجالات التي تجعل من اليوم الوطني سبيلاً لتنمية الروح الوطنية في نفوس أبنائنا وبناتنا.
اليوم الوطني هو يوم للفرح والتلاحم والترابط بين جميع أفراد المجتمع وقادتهم، يوم يجب أن تأخذ السلوكيات فيه الشكل الإيجابي بالمحافظة على الممتلكات العامة باتباع الأنظمة والقوانين والتعليمات وعدم مس حياة الأفراد الخاصة والالتزام بالتعامل الحضاري في شتى المواقف. بطبيعة الحال اليوم الوطني سيكثر فيه تعبير الناس عن فرحهم وحبهم وانتمائهم وهويتهم السعودية وكل ذلك يجب أن يكون وفق ثقافة وقيم المجتمع الإسلامية الأصيلة.