تتزاحم المشاعر في النفس لتفيض حباً بوطن الأمجاد والأجداد الذين شيدوا البناء وأجزلوا العطاء دماً وعرقاً، فكانوا بحق خير مثال على عظمة البذل والتضحية، وفي اليوم الوطني نستذكر ذلك الماضي المجيد، فتختلط فينا أحاسيس الفرح بانتمائنا لوطننا وولائنا لقيادة هي للعدل عنوان، فمن الذي يبارينا اعتزازاً بوطننا وتعظيماً لماضيه وحاضره؟
لقد أثبتت الشواهد والأحداث المتعاقبة عبر التاريخ علو كعب المملكة وحجم تأثيرها على الخارطة السياسية والاقتصادية الدولية، حيث تمكنت بفضل الله أولا ثم بحكمة قادتها المخلصين ثانيا من تجاوز الكثير من العراقيل والعقبات في طريق تقدمها، فكانت بلادنا نموذجاً يحتذى في كيفية مجابهة التحديات وتحويلها إلى فرص واستثمار الأزمات بما يعود نفعه على الإنسان والمكان.
وجاءت رؤية المملكة 2030 لترسم مساراً جديداً آمناً في ظل تحولات كبرى يشهدها عالم يموج ببحر متلاطم من الأزمات ذات الطبيعة السياسية والاقتصادية والصحية والبيئية، حيث اختطت الرؤية نهجاً يقوم على التوازن ما بين الفرص والتحديات وما بين الإمكانات والطموحات، نهج يهدف إلى تحقيق الاستدامة المالية وتعزيز القاعدة الاقتصادية بما يدعم رفاه المواطن واستمرار الدولة في الوفاء بمتطلبات التنمية من مشاريع تعليمية وصحية وبنى تحتية وغيرها.
وكذلك تبنيها نهج الكفاءة في الإنفاق والحد من استشراء الفساد والتضييق عليه، بالإضافة إلى تعميق أوجه الشراكة بين القطاعين العام والخاص جميعها إصلاحات هيكلية طالت كل ما من شأنه تعطيل عجلة التنمية، وكلنا نلمس أثر هذه الإصلاحات على واقعنا الاقتصادي، وارتفاع نسبة النمو على الرغم من آثار جائحة كورونا وتراجع عائدات النفط خلال الأعوام الماضية.
إننا على يقين تام وإيمان لا يتبدل بأن سفينة بلادنا تسير بتوفيق الله في الطريق الصحيح، يقودها ربان حكيم بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وساعده الأيمن عراب الرؤية، عظيم الهمة، سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله -، فلهما ولاؤنا وعهدنا بأن نقف دون وطننا بمالنا وأنفسنا مشاركين في استكمال مسيرة إنجازاته ومباركين جميع الجهود الدؤوبة لإعلاء شأنه في جميع المحافل، وللوطن الوعد بأن مستقبله سيكون كحاضره الجميل وأجمل..
كل عام وأنت موطن العز والإباء والوفاء.
** **
- فهد بن عبدالعزيز العجلان